باحث: الأنانية من أهم ثوابت الإخوان في سياساتهم الداخلية والخارجية
هاجم الدكتور أثير ناضم، الكاتب والباحث بالمركز الديمقراطي العربي جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي الموالية لها، مؤكدا أن الواقع كشف أن الأنانية جزء لا يتجزأ من سياساتهم وأفكارهم ومنهجهم.
قناعات الإخوان
وأشار ناضم إلى أن الإخوان تبدل قناعاتها وتجعلها رهينة للمكاسب السياسية، لافتا إلى أن السنوات الماضية كشفت وجهها الحقيقي، وبعد أن كانت تنشر أفكارها بجلسات العبادة والذكر، خرجت بمعتقداتها الحقيقية للعلن، ولم تعد تخفي لجوئها الى منطق الصفقات والمناقصات التي تدر عليهم المليارات، إذ أصبح المليون رقمًا هامشيًا في حساباتهم، على حد قوله.
وتابع: انتهى زمن الخطب والمواعظ، ويتصارعون الآن على المصالح الضيقة البعيدة كل البعد عن كل ما روجوه على مدار عشرات السنين، مختتما: المقدس الوحيد الذي يلازمهم حتى الآن تصوير كل حروبهم وصراعاتهم الداخلية والخارجية على أنها مقدسة باسم الله.
صراع جبهات التنظيم
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الانتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.