الخرباوي: الإخوان تشوه الرموز الوطنية لإفساح الطريق لفكرها
قال ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر: إن جماعة الإخوان الإرهابية لم تكن تريد صنع تنظيم فقط، لكنها عملت على صنع تيار عام يؤمن بأفكارها ويتعاطف معها في المجتمع.
اضطهاد الإخوان
وأضاف: اعتمدت فكرة خلق التيار على صنع مظلوميات وإظهار الجماعة بمظهر المضطهدة لأنها تريد تطبيق الإسلام، والادعاء بأن العالم يحارب الإسلام وأن كل مسلم ينبغي أن يكون جنديا في جيش الإسلام، أو ما أطلقوا عليه جيش محمد.
أشار الخرباوي إلى أن الإخوان نشرت بعض المظاهر الدينية الشكلية والترويج لها على أن إيمان المسلم لا يقوم إلا بها، ثم صنعت زعامات دينية وزعامات اقتصادية مثل الريان والشريف وندا صاحب بنك التقوى، وصنعت زعامات في مجالات مختلفة مثل كرة القدم.
وتابع: في سبيل إخلاء الساحة لرموز الإخوان قاموا بتشويه الزعامات الوطنية الحقيقية، والنيل منها، واغتيال من مات منهم ليقتلوه مرة أخرى، مثلما ادعى الراحل محمد عمارة عضو كبار علماء الأزهر أن طه حسين تنصر وانه كان لسانا للشيطان.
استكمل: قاموا بتشويه تاريخ سعد زغلول ومن قبله أحمد عرابي، ثم صنع زعامات تاريخية لهم يعطون لها قداسة مثل حسن البنا وسيد قطب، ولأنهم عجزوا عن اغتيال جمال عبد الناصر لذلك قاموا باغتياله وهو ميت.
اختتم: "نشروا الخرافات عن تعذيبهم في السجون، وألفوا الكتب على لسان زينب الغزالي وأشياء أخرى كثيرة يحتاج الحديث فيها إلى دراسة مطولة".
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.