حب إيه؟!
تصادف حلول عيد الحب المصري هذا العام والمصريون مشغولون بمتابعة بعض جرائم وحوادث العنف الصادمة التي تشي بأن البغضاء والكراهية اخترقت مجتمعنا ووجدت سبيلا لعقول ونفوس بعض أبنائه للأسف الشديد.. نعم كل المجتمعات فى العالم تشهد حوادث عنف، ومجتمعنا لن يكون استثناء بالطبع.. ولكن تتابع وتوالى حوادث العنف الأخيرة تحتاج من عقول مجتمعنا لوقفة تأمل ودراسة وبحث عن الأسباب والمعاني والدلالات لكي نستخلص العبر والدروس المستفادة ونحمي مجتمعنا من الكراهية التي تحض على ممارسة العنف.
نعم، جرائم العنف فى مجتمعنا ليست جديدة، وطوال الوقت نشهد جريمة هنا، وأخرى هناك فى أنحائه المختلفة، ولكن جرائم العنف الأسرى والمجتمعى وليس الدينى أو الطائفى اكتست بالثوب الصادم جدا والمفجع للغاية. وما كان ذلك ليحدث إلا إذا كانت الكراهية قد اخترقت المجتمع، وهو ما يثير التساؤل حول جدوى ونتائج الجهود التى نقوم بها لنشر قيم التسامح فى مجتمعنا ومواجهة خطاب الكراهية الذى يفضى إلى العنف ويشجع على ممارسته من قبل بعض أبنائه اختلفوا فى الدوافع المباشرة والسن والانتماءات الاجتماعية أيضا وكذلك الانتماءات الجغرافية.
حوادث عنف
لذلك كان مفهوما أن يستقبل البعض منا عيد الحب الذي حل علينا قبل أيام قليلة مضت بدون اكتراث أو اهتمام، بل وربما استنكار. لأن الاحتفال لا يستقيم بعيد الحب بينما يشهد المجتمع حوادث عنف صادمة متتالية.. واستحضر هؤلاء أغنية كوكب الشرق وسيدة الغناء العربى أم كلثوم (حب إيه).. ولكن نرجو أن يكون الأمر مجرد مصادفة عابرة، وأن الحب فى مجتمعنا ما زال له مكان فى مجتمعنا أكبر من مكان الكراهية التى علينا أن نتكاتف جميعا لمواجهتها والتخلص من صناعها والمروجين لها والمنخرطين في ممارستها.. ولنتذكر أن سيدة الغناء العربى غنت أيضا عن جمال وروعة الحب في كثير من أغانيها.