الساحل الشمالى وتغير المناخ
يمكننا أن نغضب من تحذير رئيس الحكومة البريطانية من خطر غرق مدينة الإسكندرية مع مدن أخرى بسبب التغيرات المناخية العالمية، رغم أن هذا التحذير سبق أن تلقيناه من علماء لنا قبل سنوات، ولم يقتصر على الإسكندرية وحدها وإنما شمل معظم مدن وقرى الدلتا كلها فى بلادنا.. لكن الغضب والاستياء من يوريس جونسون لا يجدى ولا يفيد فى وقاية أنفسنا من تداعيات ومخاطر التغيرات المناخية فى كوكب الأرض والتى بدأت نذرها تظهر فى كوارث طبيعية متزايدة في أنحاء شتى من الكرة الأرضيّة.
وإذا كنّا نتبع سياسة التحوط في توفير احتياجاتنا من السلع الغذائية الضرورية التى نستوردها من الخارج، فإننا مطالبون بالتحوط أيضا فيما نقوم به من منشآت ومبان في الساحل الشمالى، خاصة مدينة العلمين، خاصة أن التحكم فى التغير المناخى يتحكم فيه عدد من الدول الصناعية الكبيرة فى العالم لا تفى بالتزاماتها حتي الآن بتقليل الانبعاثات الحرارية فى صناعاتها واستخراج الطاقة الكهربائية، فضلا عن التزاماتها بمساعدة الدول النامية على التحول إلى الطاقة النظيفة.
فنحن انخرطنا فى أعمال إنشائية واسعة في الساحل الشمالى أبرزها فى العلمين التى نقيم فيها مدينة جديدة صالحة للحياة طوال العام وليس لاستغلالها فقط فى فصل الصيف كما هو حادث فى سلسلة القرى السياحة الممتدة من العجمى حتى مطروح، والأمر يحتاج منا إلى حماية هذه الإنشاءات التى أنفقنا فيها أموالا ليست بالقليلة.. فإذا كان التحكم في درجة حرارة الأرض وبالتالى في التغيرات المناخية ليس في أيدينا وإنما في أيدى مجموعة محدودة من الدول الصناعية الكبرى على رأسها الولايات المتحدة، فإنا نملك زمام أمر حماية استثماراتنا الجديدة التى نقوم بها الآن في الساحل الشمالى، خاصة في مدينة العلمين الجديدة.. ولعل هذا ينبهنا إلى ضرورة الاستعانة بعلماء البيئة في مشروعاتنا الجديدة على غرار ما نفعل في الاستفادة بخبرة علماء الزلازل.