شغلني.. والمسؤولية المجتمعية لرجال الأعمال
في ملتقى جديد على مصر أعلن رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، في تغريدة على حسابه على تويتر عن ملتقى توظيف "شغلني" للسيدات. وذكر نجيب ساويرس أن منصة شغلني ستقوم بتنظيم أول ملتقى توظيف مخصص للسيدات في مصر، وستجد فيه السيدات فرص عمل موثقة من أكبر الشركات. ويعد ذلك الإعلان عن ذلك الملتقى من قبيل الأمور المبشرة الطيبة في مصر، والتي لو سار على نهجها أغلب رجال الأعمال لقلت نسب البطالة إلى حد كبير، ويأتي هذا الملتقى وهذه الفرصة للسيدات نظرا لضعف وضع المرأة في سوق العمل مقارنة بالرجل..
حيث إن المرأة في مصر تمثل ما يقرب من نصف إجمالي تعداد السكان، وقد بلغت مساهمة المرأة في قوة العمل 14.3% من إجمالي قوة العمل (15 سنة فأكثر) مقابل 67.4% للرجال، كما بلغ معدل البطالة للإناث 17.7% مقابل 6% للذكور، وبلغت نسبة الإناث المشتغلات (15 سنة فأكثر) 11.8% مقابل 63.4% للذكور. وفي آخر إحصاء أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن نتائج بحث القوى العاملة في العام 2021، بلغ حجم قوة العمل للذكور 24،185 مليون فرد بينما بلغت للإناث 5،099 مليون فرد. وسجل عدد المتعطلين 2،155 مليون متعطل بنسبة 7،4% من إجمالي قوة العمل (1،343 مليون ذكور، 812 ألفا من الإناث) مقــابـل 2،166 مليون متعطل فى الربع الرابع 2020 بانخفاض قـدره 11 ألف متعطل بنسـبة 0،5% وبـانخفاض قــدره 81 ألف متعطل عن الربع المماثل من العام السابق بنسبة 3،6%.
ويعد ملتقى شغلني التوظيفي للسيدات فرصة لتسهيل وصول المرأة للمؤسسات والشركات والحصول على وظيفة مناسبة، مما يساعد على تمكين المرأة ودمجها في سوق العمل بشكل أكبر لتعزيز النمو الاقتصادي في مصر. وتتمتع ملتقيات شغلني بثقة كبيرة من كافة الأطراف في عملية التوظيف سواء من الشركات أو راغبي العمل، بدليل أعداد المشاركين المتزايدة في كل ملتقى، وتسعى المنصة بشكل أكبر لتوفير فرص عمل للمرأة خلال الفترة القادمة سواء من خلال ملتقيات التوظيف أو الموقع الإلكتروني. وتدعم "شغلني" مبدأ تكافؤ الفرص في التوظيف وتسعى لضمان توافر فرص عمل متساوية بناءً على الجدارة والمؤهلات دون أي نوع من التمييز.
معايير نجاح المستثمرين
ومن المعروف أن ملتقى شغلني الأول كان في 24 ديسمبر 2016، للتوظيف الفوري، لإتاحة أكثر من 4 آلاف فرصة عمل فورية للباحثين عن وظيفة. وشهد الملتقى منذ الدقائق الأولى لافتتاحه إقبالًا كبيرًا من المشاركين الذين توافدوا على مبنى الجريك كامبس بوسط البلد لأداء المقابلات الشخصية بشكل فورى مع الشركات، والحصول على الرد المبدئي بالموافقة أو الرفض مما خلق أجواء من الثقة والجدية بين الطرفين، بدلًا من الطريقة التقليدية التي تعتمد على تقديم السير الذاتية والانتظار. وبعد ذلك توالت النسخ حتى النسخة السادسة التي عُقدت في يوليو من العام الجاري، والآن يعلن لأول مرة عن ملتقى لتوظيف المرأة المصرية.
ومنصة شغلني الإلكترونية وجهة رئيسية للباحثين عن فرص عمل لجميع التخصصات والمؤهلات، خاصةً حاملي المؤهلات المتوسطة والفنية وذوي الإعاقة، وتمكنهم من إنشاء حسابات خاصة بهم يعرضون من خلالها مؤهلاتهم وخبراتهم ومهاراتهم للحصول على فرص عمل مباشرة من الشركات، وتجد معظم المؤهلات وظائف في مختلف الشركات المتاحة داخل الملتقى.
وهذه المبادرة من رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس تعد من أهم ما يساعد ويساهم به رجال الأعمال تجاه مصر وأهلها، وتحد من غول البطالة المتزايد وما ينتج عنه من مشكلات ضخمة، ولو جاءت مبادرات مماثلة من رجال أعمال آخرين لتغير الوضع في مصر؛ لأن رجال الأعمال عليهم بالفعل مسئولية مجتمعية، وهي -وفقًا لتعريف البنك الدولى- إلتزام أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة فى التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيهم وعائلاتهم ومجتمعهم المحلى لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة والتنمية فى آن واحد..
فهى إذًا التزام أدبى، بالإضافة إلى أنها جزء من مناخ الاستثمار ومقياس لنجاح المستثمر أو رجل الأعمال، وهو ما يقوم به بشكل كبير المهندس نجيب ساويرس من خلال جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى والمنصات الإلكترونية المختلفة التي يمتلكها. ويعكس قيام رجل الأعمال بالمسئولية المجتمعية معايير نجاح المستثمر، فكلما ارتفعت المساهمة المجتمعية ارتفعت مؤشرات التنمية وتحسنت مستوى المعيشة، وهو ما ينعكس على السوق بالجودة والانتعاش وزيادة الطلب وهو ما نتمنى أن يحققه كافة رجال الأعمال في مصر.