رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. "البابا تواضروس" الشماس المرفوض الذي أصبح بطريرك الأرثوذكسية

البابا تواضروس
البابا تواضروس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا الخميس، بذكرى ميلاد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية،بطريرك الكرازة المرقسية، والذي يتزامن مع القرعة الهيكلية التي اخترته ليكون البطريرك الـ118.

وولد البابا تواضروس الثاني، باسم وجيه صبحي باقي سليمان، يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر سنة 1952 م، (وهو نفس يوم وقوع القرعة عليه لاختياره للبطريركية عام 2012)، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وكان هو الأخ الأكبر لأخوته. 

ارتبط البابا تواضروس منذ صغره بالكنيسة، بفضل والدته التي كانت حريصه على ذلك، حيث كانت أسرة عادية، عالمها هو الكنيسة والخدمة والكتاب المقدس، بالإضافة للناحية الاجتماعية من زيارات أسرية ورحلات.

نشأ البابا في بيتا محبا للقراءة، وهو ما يعكس حبه الشديد للكتب، والفن، والموسيقى، وتنقلت الأسرة ما بين المنصورة (حتى سن 5 سنوات) وسوهاج (حتى سن ما بين الثامن والتاسع) ودمنهور (1961 تقريبًا) والإسكندرية.  وله ثلاثة أخوات (أخت أكبر توفيت في سن صغيرة - أخت أصغر بثلاثة سنوات "هدى" - وأخرى أصغر بـ11 أو 12 عام "دينا" ولدت في دمنهور، ورحلت حوالي عام 2009)، وتوفي والده يوم 3 يونيه 1967 (صباح أول يوم امتحان الإعدادية للفتى وجيه، وقبل الحرب بيومين).

وعن لقائه بالبابا كيرلس السادس، يقول البطريرك الـ118: « أنه وهو في المرحلة الثالثة أو الرابعة الابتدائية عندما كانوا مازالوا أغراب في دمنهور، أن ذهبت الأم يوم أحد بطفلها إلى البابا كيرلس وقت رسامة شمامسة لرسامته شماسًا، ولكن أخرجه كبير الشمامسة بحِدة من الطابور لكونه غريبًا..  ورجعت الأم باكية إلى المنزل، ولم يشعر الطفل بأهمية الموقف، وعندما حضر الوالد من العمل ووجدها في هذه الحالة، ففي إطار تطييب الخاطِر لها، قال لها: "بكرة يرسموه أسقف".

بدأ الخدمة في صيف المرحلة الأولى الثانوية سنة 1968 في كنيسة الملاك الأثرية بدمنهور، مع أبونا ميخائيل جرجس (رُسِمَ سنة 1963، وكان هو أب اعتراف د. وجيه حتى دخوله الدير)،  وقد حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1970.

 

حصل البابا تواضروس على بكالوريوس الصيدلة بجامعة الإسكندرية سنة 1975 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف،  وقد كان يحلم بأن يصبح صيدلي، لأنه -وحسب تعبير قداسته- "الصيدلي هو شخص يريح الناس"، وذلك بسبب مرض والده بقرحة في المعدة Peptic ulcer، وكان الطبيب يعطيه روشتة، فينزل -وهو في المرحلة الأولى الابتدائية- إلى الصيدلي، لشراء ما في الروشتة، ويعطي الدواء للوالدة، وعندما يتناوله الوالد يشعر بالراحة..  فارتبط في ذهن قداسته من صِغَره، بأن هذا الشخص يريح الآخرين..

 

وفي سنة 1975 رُسِمً أمين خدمة كنيسة الملاك بدمنهور حينها كاهنًا، ثم تم اختيار د. وجيه ليكون هو أمين الخدمة التالي.

 

كانت هوايته الأساسية هي القراءة، ويعشق التصوير الفوتوغرافي، ولكن لم يكن لديه كاميرا.، وأحضرها أخيرًا بعد أن تخرج بعشر سنوات وهو في مدينة أوكسفورد.  ومن ضمن مواهبه كذلك موهبة الخط.

 

سيم أغنسطسًا في 27 سبتمبر 1975 بيد الحبر الجليل نيافة الأنبا باخوميوس (بعد التخرج من الجامعة، بالرغم من بداية خدمته من المرحلة الأولى أو الثانية الثانوية)، وحصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية من الإسكندرية سنة 1983(2)، كما حصل على زمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا سنة 1985 - لندن (في موضوع Quality Control of Drugs وQuality Assurance).

عمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.

 

تأخر البابا تواضروس عن الذهاب للدير، بسبب ارتباطات عائلية وعملية، ولم يقل لأحد من أقاربه حين دخل الدير..  وحينما كان يكتب طلب الاستقالة لمكان عمله الحكومي -حيث كانت يجب أن تُقبَل- فكتبوا: "قد قُبِلَت استقالة د. وجيه صبحي باقي سليمان.. بعد أن قضى في العمل الحكومي 10 سنوات و10 شهور و10 أيام".  وكان ذلك بعد سماح الأنبا صرابامون أسقف دير الأنبا بيشوي بأن يقوم الأخ طالب الرهبنة بتقديم استقالته، وذلك يوم 25 سبتمبر 1986.

وذهب يوم الأربعاء الموافق 20 أغسطس 1986 إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وكان ذلك في فترة صوم السيدة العذراء مريم (حسب التقليد الرهباني بأن يذهب طالب الرهبنة إلى الدير في فترة صوم)، وظل طالبًا للرهبنة لمدة عامين تقريبًا.

 

وخدم في الدير قبل رهبنته في المطبخ (مبنى الضيافة "القصر")، وقضى في خدمة ذلك المكان سنتين، بجوار مضيفة استقبال الزوار لتقديم الطعام وخلافه وصيدلية الدير، وترهبن يوم الأحد الموافق 31 يوليو عام 1988 م. وكان البابا شنوده هو الذي اختار له اسم "ثيودور"، وبعد الرهبنة أصبح مسئولًا عن استقبال الزوار (رحلات، أفراد، معرفة الدير وتاريخه)..

بعد عام رُسِمَ قِسًّا، وبالتحديد يوم السبت الموافق 23 ديسمبر 1989، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة (إيبارشية البحيرة بدمنهور -بعد رسامته كاهنًا بشهرين- في يوم الخميس الموافق 15 فبراير 1990، ثم نال درجة الأسقف في 15 يونيو 1997 (في عيد العنصرة)، كأسقف عامًا لمساعدة نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس المطران، في حقل إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، باسم نيافة الحبر الجليل الأنبا تاوضروس أسقف عام مطرانية البحيرة، وقام بدراسة "التعليم المسيحي والإدارة" في سنغافورة سنة 1999.

وفي الأسقفية من ضمن ما اهتم به مرحلة الطفولة، سواء في مهرجان الكرازة المرقسية وملتقى الأطفال المبدعين، أو كونه مسئولًا عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس.

وبعد نياحة البابا شنودة الثالث في 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عامًا، تم ترشيح 17 من الآباء الأساقفة والرهبان للكرسي البابوي. 

وبعد أن صامَت الكنيسة ثلاثة أيام هي 1، 2، 3 أكتوبر 2012، اعتكف الآباء الأساقفة لدراسة ملفات المُرَشَّحين وفحص الملاحظات المقدمة واستقراء نبض الشارع..  وانتهت اللجنة إلى أن تكون القائمة النهائية للمرشحين تضم خمسة آباء هم: 1- القمص باخوميوس السرياني؛ 2- الأنبا تواضروس؛  3- الأنبا رافائيل؛ 4- القمص رافائيل أفامينا؛ 5- القمص سارافيم السرياني.  على أن يتم انتخاب ثلاثة من هؤلاء الآباء يوم 29/11/2012 بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وبعد صوم شعب الكنيسة ثلاثة أيام صوم من الدرجة الأولى في أيام: الاثنين والثلاثاء والأربعاء التي توافق 22، 23، 24 أكتوبر 2012، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءًا على عدد الأصوات. وقد انتهت الانتخابات باختيار كل من: الأنبا رافائيل (حصل على 1980 صوتًا)، الأنبا تواضروس (حصل على 1623 صوتًا، أي في المركز الثاني)، القمص رافائيل آفامينا (حصل على 1530 صوتًا).  وقد عرضنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت عن الإجراءات النهائية لانتخاب البابا 118 في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

وبعد صيام الشعب المسيحي صوم عام من الدرجة الأولى ثلاثة أيام هي: الأربعاء والخميس والجمعة والتي توافق أيام 31 أكتوبر 2012 و1، 2 نوفمبر 2012، تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر 2012، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عامًا؛ حيث قام الطفل "بيشوي جرجس سعد" (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين.  

الجريدة الرسمية