رئيس التحرير
عصام كامل

إثيوبيا على موعد مع الانتقام والدم.. تحالف مسلح يزحف على أبواب أديس أبابا

قوات تيجراي تزحف
قوات تيجراي تزحف نحو أديس أبابا

تشهد إثيوبيا حالة عدم استقرار تهدد مستقبل الدولة، فى ظل تقارير عن تحرك قوات جبهة تحرير تيجراي تعاونها جبهة أورومو وجبهة بنى شنقول، المعارضة تجاه العاصمة "أديس أبابا" للانتقام من تنكيل الجيش الرسمى بهذه الأقاليم، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء آبى أحمد لإعلان حالة الطوارئ فى البلاد ودعوة المواطنين لرفع السلاح.

وأدلى مبعوث أمريكا للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، اليوم الثلاثاء، بتصريحات تشير إلى ارتفاع منسوب التوتر، قال فيها: أن كل الآمال لتي سادت لعودة الهدوء إلى إثيوبيا بدأت تتلاشى وتتبدد مع وصول رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى السلطة.

مفترق طرق

وقال جيفري فيلتمان في مؤتمر صحفي، أبلغت المسؤولين الإثيوبيين أن علاقاتنا مع أديس أبابا على مفترق طرق وكذلك علاقاتها مع الأسرة الدولية بسبب الحرب والفظائع في إقليم تيجراي.

وتابع، القوات الحكومية الإثيوبية تستخدم في الحرب ضد جبهة تحرير تيجراي طائرات مسيرة يصنعها خصوم للولايات المتحدة -فى أشارة إلى تركيا-.

وأضاف، نعارض أي تحرك لجبهة تحرير تيجراي نحو العاصمة الإثيوبية أو أي أراض جديدة وندعو الأطراف للدخول في مفاوضات حقيقية.

واعتبر جيفري فيلتمان، أن استخدام أديس أبابا الغذاء كسلاح حرب في تيجراي يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، مؤكدا استعداده للسفر إلى العاصمة الإثيوبية في أي وقت لاستئناف الحوار والعمل مع مبعوث الاتحاد الأوروبي والقادة الآخرين.

زحف نحو العاصمة

وكانت قد أعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" انضمامها إلى القوات المتمردة في إقليم أورومو التي تقاتل أيضا الحكومة المركزية الإثيوبية، متحدثة عن الاستعداد للزحف إلى العاصمة أديس أبابا.

وقال المتحدث باسم الجبهة، جيتاتشو رضا، في حديث لوكالة "رويترز"، أمس الاثنين: "انضممنا إلى جيش تحرير أورومو/ جبهة تحرير أورومو، وإذا كان تحقيق أهدافنا في تيجراي سيتطلب أن نزحف إلى أديس أبابا، فسنفعل ذلك، لكننا لا نقول إننا نزحف الآن إلى أديس أبابا".

ويأتي هذا التطور بعد إعلان الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، مؤخرا السيطرة على مدينتين استراتيجيتين في إقليم أمهرة، اللتين تشهدان حتى الآن معارك عنيفة بين الطرفين.

إعلان الطوارئ

فى ذات السياق، ذكر التلفزيون الإثيوبي إن السلطات المركزية، أعلنت حالة الطوارئ، بعد زحف قوات جبهة تحرير شعب تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا.

ودعت أديس أبابا، السكان لاستخراج تراخيص بحمل أسلحتهم وأن يتجمعوا في الأحياء السكنية، للدفع عن الأحياء التي يقيمون فيها، ومواجهة قوات تيجراي التي تقاتل الحكومة المركزية منذ عام.

تفضيلات أمريكا

وعلى صعيد محاولة أمريكا السيطرة على الأوضاع، أعلن الرئيس جو بايدن، أنه ألغى تفضيلات تجارية ممنوحة لإثيوبيا ما زاد الضغط على الحليفة التاريخية للولايات المتحدة بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في حملتها العسكرية في إقليم تيجراي.

وقال بايدن فى إخطار للكونجرس الأمريكى، إنه ينهي أيضا التفضيلات التجارية لغينيا ومالي، البلدان اللذان شهدا انقلابا أيضا.

ومنحت هذه التفضيلات التجارية بموجب قانون أمريكي صدر في العام 2000 أعفيت بموجبه دول إفريقيا جنوب الصحراء من الرسوم الجمركية الأمريكية على معظم صادراتها.

وأوضح بايدن أن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الاول من يناير بسبب "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا".

يعني إلغاء التفضيلات، أن أثيوبيا لن تكون قادرة على الوصول بصادرتها إلى الأسواق الأمريكية معفاة من الضرائب، وهو ما سيضر بالاقتصاد الأثيوبي المتضرر بالفعل، وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية صدرت إثيوبيا إلى الولايات المتحدة بضائع بقيمة 239 مليون دولار عام 2019 ما يعني أن الاقتصاد الأثيوبي سيشهد المزيد من التضرر.

 

الجريدة الرسمية