رئيس التحرير
عصام كامل

ماهر فرغلي: معركة الإخوان قديمة والقبض على محمود عزت فجر الصراع ‏

ماهر فرغلي
ماهر فرغلي

قال ماهر فرغلي، الكاتب والباحث، إن المعركة بين فريقي القيادات التاريخية لجماعة الإخوان، بين فريقين الأول فريق التنظيم – ‏محمود حسين ورفاقه، ويرجع في أصوله التأسيسية إلى بقايا التنظيم الخاص، والسلفية داخل الجماعة، والمدرسة القطبية، وهم ‏يتمركزون حول التنظيم، ويرون أن لهم قدسية تاريخية، وأن الباقين اقل منهم، وأنه لا يجوز للقيادة أن تخرج منهم ولا من قيادات ‏الجماعة داخل مصر.‏

محورية الدعوة الإخوانية 

وأشار فرغلي إلى أن الفريق الثاني، هو فريق محورية الدعوة – إبراهيم منير ورفاقه يرجع في أصوله التأسيسية لحسن الهضيبي وبعض ‏رفاقه، ويرون أن الدعوة واستمرارها أهم من التنظيم، وإذا وقف عقبة في وجه الفكرة يمكن أن يتم التضحية به، وهذا الفريق ‏موجود فترة ما بعد البنا حتى الآن، ممثلًا في تلاميذ التلمساني، وجيل عبدالمنعم أبو الفتوح، وما تلاه من أجيال شبابية تؤمن أنه ‏يجب أن يكون لها دور أكبر.‏

وأكد الباحث أن كلتا المجموعتين لم يكن بينهما خلاف حول استخدام العنف حتى نهاية عام 2017، حيث رأى الفريق الأول أن ‏العنف سيقضي على التنظيم، ورأي الثاني أن العنف سيقضي على الدعوة.‏

واختتم: المعركة بين الفريقين قديمة متجددة تستخدم فيها كل الأدوات، وجاء القبض على محمود عزت، ليفتح الصراع على ‏مصراعيه، مؤكدا أن منير سيحسم الأمر لنجد في النهاية تيارًا إخوانيًا أقل حدة، لا يؤمن بشكل التنظيم التقليدي بقدر إيمانه بإيجاد ‏حل لمشكلة المسجونين، على حد قوله. ‏

صراعًا داميًّا بين قادة الإخوان

كانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًّا أظهر على السطح ما ‏كان ‏يدور ‏في  ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ سنوات ‏طويلة.  ‏

تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر التي ‏قدمت ‏في عام ‏‏٢٠١٦ ‏من القرضاوي ‏والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

مصادر تمويل ‏الإخوان 

وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية، ‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، ‏وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم ‏للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن، لكن ‏القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.‏

الجريدة الرسمية