لماذا لا تلجأ الإخوان للديمقراطية في حل خلافاتها الداخلية؟
يتحدث الإخوان كثيرا عن الديمقراطية، ولكن في شكلها المعيب، الصندوق وبعده لا شيء، صرخت التيارات المدنية كثيرا للتحذير من هذه الإشكالية في فكر الإخوان والتيارات الدينية خلال ما بعد ثورة يناير، فالديمقراطية بالنسبة لهم ليست ثقافة من المهم تجذيرها في المجتمع بل خطوة للوصول إلى أهدافهم.
فكر الإخوان انقلب عليها بعد أن أصبحت عقدة الصندوق تلاحقهم في أزماتهم الداخلية، فعلى مدار 10 سنوات فشلت الجماعة في إدارة الدولة وإدارة التنظيم وحسم صراعاته سواء بين الشباب والكبار، أو بين جبهة الكبار نفسها حاليا، التي انقلب رموزها التاريخية على بعضهم البعض وتمرد الخاسر منهم على نتائج انتخابات مكتب تركيا، وشطروا الجماعة نصفين، وحتى الآن كل طرف يتمسك بطرد الطرف الآخر من التنظيم.
تشويه الديمقراطية
ويقول عبد العظيم الأموى، الكاتب والباحث السوداني، إن جماعة الإخوان الإرهابية، هي السبب الأساسي في الصراعات الدائرة في المنطقة، لافتا إلى أنها تنحاز دائما إلى مصالحها وليس مصالح الجماهير ولايعنيها من الديمقراطية إلا السلطة دون غيرها.
وأوضح الأموي أن الجماعة خلف تشويه الديمقراطية الوليدة الناشئة في المنطقة قبل سنوات، وإخراجها عن مسارها ،وبعد أن نجحت في مخططها واستحوذت على السلطة، انقلبت على الجميع وحاولت الاستئثار بها، فانتهى بها الحال إلى الحظر بجميع بلدان المنطقة، والآن تتصارع داخليا على مصالح عفنة.
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًّا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر التمويل
على جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين