باحث: قيادات الإخوان التاريخية تحتفظ بأسرار لم تكشف بعد عن التنظيم الخاص
كشف عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الأصولية الكثير من الأسرار، حول جماعة الإخوان وسر قوة قياداتها التاريخية التي دخلت في حرب شرسة ضد بعضها، دون أن يستطيع الصف التدخل بين الطرفين أو يفرض قراره على أي منهما في أسوأ أزمة يتعرض لها التنظيم منذ نشأته.
الصندوق الأسود
وقال فاروق: إن القيادات التاريخية لجماعة الإخوان لازالت تحتفظ بالصندوق الأسود المملوء بالكثير من الأسرار التي لم تبح بمحتواها وخاصة المتعلقة بعملية تأسيس النظام الخاص، وصناعة كوادره المسلحين وتأهيلهم.
وأوضح فاروق أن حسن البنا مؤسس الإخوان لم يكن صاحب تكوين فكري أو فقهي، بقدر ما كان صاحب منهج حركي تنظيمي، ساعدهم في تأسيس فروع للجماعة داخل مصر وخارجها، كما كانت طبيعته الشخصية عصبية حادة، وتنطلق أفكاره من توجه ثأري وثوري محرّض لمشاعر الأجيال الشابة.
واختتم: رسالة المنهج التي وضع صياغتها حسن البنّا، دعت إلى تأصيل العنف الممنهج، واستخدامه بشكل عملي جدًا، لكن تم حجبها داخل الأُسر التربوية بشكل مقصود ومتعمد من القيادات التاريخية، حتى لا يقال أن فكر حسن البنّا ومبادئه تدعو إلى استخدام العنف المسلح، لكنها ما زالت بحوزة الكبار.
صراعات الإخوان
كانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًّا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر التمويل
على جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.