السودان والسد الإثيوبي
أكثر ما يهمني فيما يشهده السودان الآن من تطورات وأحداث سياسية هو أمر السد الإثيوبي في وقت تثور فيه الشكوك في أمانه.. فإن هذه التطورات والأحداث سيكون لها تداعياتها وتأثيرها على الموقف السوداني من السد الإثيوبي بالطبع.. وقد شهدنا أن السودان خلال عهد البشير كانت تدعم وتساند الموقف الإثيوبي وتقلل من أخطار وأضرار هذا السد الإثيوبي علينا، بل وتروج كذبا أنه سوف يفيد السودان والسودانيين.. وبعد الإطاحة بالبشير انشغل السودان فترة من الوقت بأموره الداخلية، ولذلك استمر موقفه من السد الإثيوبي كما كان قائما خلال عهد البشير وساعد على ذلك أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لعب دورا وقتها في الإتفاق بين العسكريين والمدنيين على شكل المرحلة الانتقالية وإدارتها في السودان..
وبمرور الوقت بدأ هذا الموقف السوداني يتغير مع اقتراب الملء الأول للسد، ويقترب السودان من الموقف المصري حينما بدأ السودانيين يستشعرون الخطر عليهم من هذا السد الإثيوبي، وهو ما ساهم في تكثيف الضغوط على إثيوبيا، وهو الأمر الضروري من أجل التوصل إلى حل لأزمة السد من خلال اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد.
والآن أخشى أن ينشغل السودان مرة أخرى وبشكل أكبر بهمومه الداخلية عن أزمة السد، فى ظل ما يحدث على أرضه من أحداث، وما يحدث من قبل العالم حوله تجاه هذه الأحداث.. وهذا أمر يمنح الإثيوبيين فرصة على الأقل إلتقاط الأنفاس بعض الوقت ويؤثر سلبا على جهودنا في مصر لحصار إثيوبيا دوليا بمطالبنا الخاصة بالاتفاق القانونى لملء وتشغيل السد الإثيوبي.
ولذلك أتمنى أن يكون لنا في مصر أولا ثم الجامعة العربية ثانية دورا فاعلا ومؤثرا فيما يحدث في السودان، مثلما كان لنا دورا فاعلا ومؤثرا فيما يحدث فى ليبيا، على الأقل حتى لا نمنح الإثيوبيين فرصة للتدخل في الشئون السودانية الداخلية كما فعلوا عقب الإطاحة بالبشير. واهتمامنا بالجار والشقيق السوداني ليس تدخلا في شئونه الداخليةَ ولكنه إهتمام بأمننا القومي.