سياسى طاهر فقدناه
التحقت في عامى الجامعى الأول بمنظمة الشباب التى تم تأسيسها في الستينيات من القرن الماضى وقدمت للدولة المصرية كوادر عديدة فى مختلف المجالات السياسية والمهنية والعلمية والإعلامية والصحفية.. ولأننى كنت ضمن أول دفعة للمنظمة من شباب الجامعات فقد التحقت بمعسكراتها الأولى للإعداد الثقافى والسياسى فى صيف عام ١٩٦٦ ضمن وفد ضم نخبة من زملاء الدراسة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كان من بينهم الزملاء والأصدقاء مصطفى الفقى ومحمد عبدالشفيع عيسى ومخلص قطب وأحمد يوسف وأسامة الغزالى حرب وعثمان محمد عثمان.. وكان موجه مجموعتنا فى المعسكر الذى أقيم فى حلوان الأستاذ عبد الغفار شكر الذى كان أحد مؤسسى المنظمة وأحد قادتها المهمين والبارزين، والذى تولى مسئولية التثقيف.
وقد لفت انتباهنا منذ الوهلة الأولى أننا أمام شخصية شديدة الاحترام، ثرية الثقافة، صاحبة جاذبية كبيرة، شديدة الوطنية، صاحبة عقل كبير وفكر مستنير، واضحة الانحياز لأهله الأقل قدرة.. لذلك ربطتني به علاقة قائمة على الاحترام المتبادل دوما.. فهو نموذج للسياسى شديد الإخلاص لوطنه، الذى يمد يده للتعاون والتفاهم مع الجميع الذين يهمهم مصلحة هذا الوطن ويتطلعون إلى مستقبل أفضل له ولأهله.
لقد كان عبد الغفار شكر نموذجا للسياسى المصرى النقى جدا والمثقف الواعى والمفكر الكبير الذى لم يتكسب كما فعل البعض من عمله السياسى، لأنه رأى فى العمل السياسى نضالا للنهوض بالوطن وخدمة الشعب وليس نوعا من التجارة أو وسيلة للتربح ومراكمة المكاسب.. وكل ما قام به الرجل من أعمال بدءا من المشاركة في تأسيس منظمة الشباب في الستينات من القرن الماضى حتى تولى منصب نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أخلص في أدائه ولم يتربح منه.. رحم الله أستاذنا عبدالغفار شكر، فإننا بوفاته فقدنا نموذجا للسياسى الطاهر .