علامات غضب الله على الإنسان
يسعى الإنسانُ المسلم على الدّوام إلى نيل رِضا الله تعالى ورضوانه، واجتناب ما يُغضبه ويسخطه من القول والعمل، وذلك لأنّ نيل رضا الله واجتناب غضبه وسخطه يُحقّق للنّفس الإنسانيّة السّعادة في الدّنيا والآخرة، بينما يَعني غضب الله وسخطه بُعد النّفس عن رحمة الله تعالى وحفظه واقترابها من عذابه ووعيده للمُجرمين والظّالمين.
علامات غضب الله على العبد:
أن يشيع سوء ذكره بين الناس، وأن يجعل له بغضاء في الدنيا، وهذا نتيجة فساده وسوء عمله، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ، إذا أحبَّ عبدًا، دعا جبريلَ فقال: إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه. قال فيُحبُّه جبريلُ. ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ: إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه. فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ. قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ. وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ: إنِّي أُبغِضُ فلانًا فأبغِضْه. قال فيُبغضُه جبريلُ. ثمَّ يُنادي في أهلِ السَّماءِ: إنَّ اللهَ يُبغِضُ فلانًا فأبغِضوه. قال فيُبغِضونه. ثمَّ تُوضعُ له البغضاءُ في الأرضِ).
أن يتجه العبد في حبه إلى ما يبغضه الله تعالى، كما أنّه يبغض ما يحبه الله تعالى.
أن يتمادي في الضلال والعصيان والإذناب، فيتنقل بين المعاصي والآثام، فلا يتوب منها فيموت على ذلك.
أن يكره مصاحبة أهل الإيمان، ويميل إلى مصاحبة أهل الضلال والعصيان.
أن يتهاون في أداء الفرائض فلا يحافظ عليها ولا يؤديها، ومن ذلك تهاونه في أداء الصلوات الخمس، فيضيع حقوق الله تعالى، ومن بعدها حقوق عباده، فلا يبالي بمصير ذلك في الدنيا والآخرة.
أن يتصف بالصفات التي يكرهها الله من غش، وكذب، وخيانة، ونميمة، وغيبة.
أن يكره أن يأمره أحدٌ بالمعروف أو ينهاه عن المنكر أو ينصحه، فيبغض النصيحة والناصح، فقد قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).
أن يكون متكبرًا يبطر الحق ويغمط الناس، ويحب الشهرة الخيلاء بين الناس، فيرائي ويسمع بأعماله، فيترفع عن منزلة العبودية، ويوالي هواه ويضعف ولاؤه للدين، فتكون شهواته هي مطلبه ومسعاه الأول، فيتخذ إلهه هواه، فيغفل عن أمر الآخرة ويحث سعيه للدنيا، وذلك كما قال الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا).
أن يكون سيء العشرة، بذيء اللسان، فاحشًا ظالمًا، فيتقيه الناس ويتركونه اتقاءا لسوء عشرته وظلمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا عائشةُ! متى عهِدتِّنِي فحَّاشًا؟ إِنَّ شَرَّ الناسِ عندَ اللهِ منزلةً يومَ القيامَةِ مَنْ تَرَكَهُ الناسُ اتقاءَ شرِّهِ).
أن يتشبه بالكفار والفاسقين، ويكره أن يكون كأهل الإيمان.
أن يقع في الشرك بعد أن يتلبس فيه، فلا يوفقه الله للتوبة، والشرك من أعظم الذنوب التي يبغض الله العبد لأجلها ويمقته.