الدكتورة نجوى تسعى لإيجاد حل لمرض التوحد.. وأبناؤها لم يعيقوا تفوقها العلمي
تظل المرأة المصرية مثال المرأة المتطورة والمكافحة والتي تسعى دائما لخدمة بلدها في جميع المجالات، ومثلما نجحت المرأة في المشروعات الصغيرة والحرف اليدوية ذاع صيتها أيضًا عالميًّا في مجال البحث العلمي.
واليوم حديثنا عن الدكتورة نجوى عبد المجيد أستاذة الوراثة البشرية والاحتياجات الخاصة بالمركز القومي للبحوث والحاصلة على جائزة لوريال واليونسكو للعلوم فى علم الوراثة، التي لم تعطلها أسرتها ودورها كأم عن دراستها وحلمها في إيجاد علاج للعديد من الأمراض.
وتقول الدكتورة نجوى عبد المجيد، إن طفولتها كانت مثل طفولة كل من حولها، بسيطة وهادئة، وكانت عائلتها دائما تشجعها علي العلم والتفوق كل عام عن الذى يسبقه، حتى التحقت بجامعة القاهرة وتخرجت ولكنها لم تشعر أن هذا كافيًا بل أرادت المزيد، وكانت تريد أن يكون لها دور إيجابي في المجتمع خصوصا تجاه المرأة.
لذلك أنهت الدكتوراة في علم الوراثة البشرية من المركز القومي للبحوث، وعندما ذهبت إلى المركز القومي للبحوث، وجدت أن قسم الوراثة هو ضالتها المنشودة، لما يحتويه من معلومات جديدة كل يوم وتحدي لكل من يعمل فيه لإيجاد فرصة جديدة للتحديات التي يقابلها البشر.
بنشر المئات من البحوث
وأضافت “نجوى”، ومن هنا بدأت مسيرتها وحتى الآن، ولأنها اعتادت المحاربة لإظهار قدراتها، قامت بنشر المئات من البحوث، والتواصل مع عدد من المجلات العلمية لقبول نشر مقالاتها وبحوثها حتى استطاعت نشر مقالاتها في مجلة Science وغيرها من المجلات العلمية المشهورة حتى يستفيد الجميع.
وعن اتجاهها إلى مجال البحث العلمي أوضحت الدكتورة نجوى أنها بعد إنهاء دراستها اختارت مجال الوراثة لأنه مجال متغير، فكل يوم يحدث اكتشاف جديد لأمراض جديدة أو طرق جديدة في العلاج، لهذا اختارت البحث العلمي لكي يساعدها في اكتشاف الأمراض وطرق علاجها، ولم تتوقف فقط على فكرة الوراثة، بل وجهت تركيزها بشكل أكبر إلى الأمراض العصبية والنفسية، وتحديات تغيير السلوكيات غير المرغوبة.
وتابعت، أنه من خلال العديد من الأبحاث التي أجرتها تم إثبات احتمالية زيادة حدوث الخلل الجيني في حالات زواج الأقارب، هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمع المصري وخاصة في المناطق الريفية، حيث ساهمت الأبحاث في تحديد الطفرات الوراثية الشائعة المسببة لعدة متلازمات، مثل التوحد، ومتلازمة الكروموسوم X الهش، ولقد نشرت أكثر من سبعين بحثًا في الدوريات العلمية العالمية.
بالإضافة إلى الاكتشافات العلمية في مجال الوراثة والأطفال ذوي الإعاقة واكتشاف جينات جديدة وإعداد قاعدة بيانات جينية لمرضى التوحد ومرضى الصمم الوراثي، كما قامت بإرساء طريقة علمية لتشخيص الأمهات حاملات مرض هشاشة كروموسوم إكس لأول مرة بمصر ونشرها عالميًّا مما ساعد في التوعية بهذا المرض الذي كان يشخص على أنه مرض التوحد لتشابه الأعراض الإكلينيكية، كما شاركت في اكتشاف طفرات جينية في مرضى الإعاقة الذهنية وتم تثبيط أحد هذه الجينات في شكل قابل للعلاج.
تكوين أسرة وتربية أبنائها
ونعود مرة أخرى لأسرتها، حيث أكدت نجوى عبد المجيد على أن دراستها وعملها فى البحث العلمى لم يمنعوها من الزواج وتكوين أسرة وتربية أبنائها، بل على العكس فوجود أبنائها معها في فترة عملها ودراستها في الولايات المتحدة الأمريكية أعطاها قوة إضافية، بالإضافة إلى أنها عندما سافرت شعرت أن الجميع يعاملها كأنها قادمة من الصحراء وليس من بلد كان ومازال مهد الحضارة والعلم، فقامت بتحدي نفسها أولا ثم العالم لكي تثبت أنها كمصرية تستطيع أن تقوم بما يقومون به، وبشكل أفضل أيضًا، وأنه ليس هناك فرق بينها وبينهم لأنها درست في مصر، وبالفعل أثبتت لهم نجاحها وتفوقها كمصرية في مجال البحث العلمي.
وفى نهاية حديثها قالت الدكتورة نجوى عبد المجيد، أنها عملت ومازالت تعمل على إزالة وصمة العار عن المرأة بأنها السبب في مرض طفلها، وتوعيتها بالأمراض وأسبابها، ومن أهم طموحاتها أيضًا إيجاد حل لمرض التوحد ومرض الكروموسوم X الهش، لأن مثلًا مرض التوحد ليس له علاج حتى الآن، بل وتزيد نسبة الإصابة به في المجتمع، لهذا فهو يمثل تحدي كبير بالنسبة لها من حيث أن تجد حلًا له، وتوضح الأسباب البيئية لهذا المرض وليست الوراثية فقط، مثل غذاء الأم والطفل الرضيع، وتحاول السيطرة على هذا المرض.