رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم تقبيل يد الآباء والعلماء فى الشريعة الاسلامية؟

تقبيل اليد من باب
تقبيل اليد من باب التوقير والاحترام

كثيرا ما يحدث في دور العلم ان يقبل الدارسين أيادى العلماء والأساتذة منهم، وكذلك يقبل البعص ايادى الاب والام تبجيلا واحتراما فهل هذا حراما وما مدى تقبيل الايادى في الشريعة الإسلامية، وأجاب الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق وقال:


صور إجلال الناس لأصحاب الحقوق عليهم تختلف باختلاف اعراف القوم وعاداتهم، فمثلا نراهم في بلاد الجزيرة العربية يقبلون الوالد من أنفه اكراما له، ويقبلون رأس العالم، والاصل في كل ذلك الاباحة مالم يرد نهى عن صورة مخصوصة يقع فيها المسلمون.

أما عن مسألة تقبيل يد العالم فيجوز ذلك للعالم الورع، والسلطان العادل، والوالدين والأستاذ، وكل من يستحق التعظيم والإكرام، فعن ابن عمر رضى الله عنه انه انه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة قال: فدونا من النبى وقبلنا يداه.
 

وأجمعت المذاهب الفقهية على عدم حرمة تقبيل يد العالم الصالح لدينه، وذهبوا في جواز ذلك واستحبابه، وفيما يلى رأى المذاهب الفقهية المعتمدة

العالم الورع عند الحنفية 

فالحنفية صرحوا بجواز تقبيل يد العالم الصالح على سبيل التبرك والكرامة، قال الحصكفى الحنفى ( ولا بأس بتقبيل يد الرجل العالم والمتورع على سبيل التبرك، ونقل المصنف عن الجامع انه لا بأس بتقبيل يد الحاكم والمتدين والسلطان العادل.

وذكر الزيلعى في تقبيل اليد ما نصه ( وأما على وجه البر والكرامة فجائز تقبيل يد العالم والمتورع على سبيل التبرك، وقبض أبو بكر بين عينى المنبى بعدما قبض، وقال سفيان الثورى تقبيل يد العالم أو يد السلطان العادل سنة، فقام عبد الله بن المبارك فقبل رأسه.

 

على سبيل التبرك عند المالكية 

 

وأما المالكية فقد نقل عن الامام مالك الكراهة، واتفق محقق المالكية مع الجمهور على جواز ذلك وفسروا ما نقل عن الامام مالك من الكراهة إن كان يفضى الى الكبر، قال الابهرى " وانما كرهه مالك اذا كان على وجه التعظيم والتكبر " وقد قبل الصحابة يد رسول الله ومن الرسول لفاطمة ومن الصحابة من بعضهم 

 

بعيدا عن الرياء عند الشافعية 


وصرح الشافعية باستحباب تقبيل يد العالم الورع وكذلك كل صور الاجلال له ولغيره من أصحاب الفضيلة، قال النووي " المختار استحباب إكرام الداخل بالقيام له ان كان فيه فضيلة ظاهرة من علم او صلاح او شرف او ولاية، ويكون هذا القيام للاكرام لا للرياء والإعظام وعلى ذلك يستحب تقبيل يد الرجل الصالح والزاهد والعالم ونحوهم من اهل الاخرة، أما تقبيل يده لغناه ودنياه ووجاهته عند أهل الدنيا بالدنيا ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة.
 

وقال شيخ الإسلام زكريا الانصارى: "يستحب تقبيل يد الحى لصلاح ونحوه "من الأمور الدينية كزهد وعلم وشرف كما كانت الصحابة تفعل مع رسول الله 

مباح عند الحنابلة 

وصرح الحنابلة بأنه يجوز تقبيل يد العالم والسلطان، قال الحنبلى ابن مفلح ( أما تقبيل يد العالم والكريم لرفده والسيد لسلطانه فجائز ).

الجريدة الرسمية