يجيب الدكتور على جمعة
ما قيمة الرؤيا في الشريعة الإسلامية ؟ علي جمعة يجيب
الشريعة الإسلامية لم تترك شيئا ولو بسيطا إلا وقننته وفصلت فيه القول تفصيلا لقوله تعالى في سورة الأنعام ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) فما هي الرؤيا في الشريعة الإسلامية؟
يجيب على السؤال الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق فيقول: الشريعة الإسلامية منهج ينظم جميع شئون الحياة المدركة في عالم الحس، فيتطرق حكم الشرع الى جميع مجالات الحياة من الصناعة الى الطب والتجارة والمعاملات بين الناس ولم يقتصر على العبادات فحسب.
بل إن الشريعة الإسلامية اهتمت ببعد آخر في حياة الإنسان وهو النوم، وما يحدث قبله من أمور ندب اليها الشرع كالوضوء قبله، وذكر الله، والنوم على الشق الأيمن، كما اهتمت بما يحدث في النوم من مشاهدات وخيالات ومبشرات، وهو ما يسمى بالرؤيا التي يراها النائم،
وقد اهتم العلماء ببيان معنى النوم الذى هو الحالة التي يرى فيها الانسان رؤياه، فقال ابن أمير الحاج "النوم هو فترة تعرض مع العقل توجب العجز عن ادراك المحسوسات والافعال الاختيارية واستعمال العقل " وهو المراد بقوله (عجز عن استعمال القدرة ) اى عن الادراكات والاحساسات الظاهرة، اذ أن الحواس تسكن في النوم عن الحركات الارادية، بخلاف الحركات الطبيعية كالتنفس وخلافه.
أما فيما يختص في الرؤية، خاصة بما يدرك بحاسة البصر، والرؤيا بالالف تستعمل فيما يدركه النائم غالبا، وتجمع على رؤى بضم الراء،
ومن ناحية الرؤيا في الشرع، قال المازري: "ان الله يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان، وهو سبحانه يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة،
رأي الصوفية
وقد ذكر بعض الصوفية (إن الرؤيا من لأحكام حضرة المثال المقيد المسمى بالخيال، وهو قد يتأثر من العقول السماوية، والنفوس الناطقة المدركة للمعانى الكلية والجزئية يظهر فيها صور مناسبة لتلك المعاني يوقد يتأثر من القوى الوهمية المدركة للمعانى الجزئية فقط فيظهر فيه صور تناسبها، وهذا قد يكون بسبب سوء مزاج الدماغ وقد يكون بسبب توجه النفس بالقوة الوهمية الى إيجاد صورة من الصور كمن يتخيل صورة محبوبه الغائب عنه تخيلا قويا فتظهر صورته في خياله فيشاهده، وهى أول مبادئ الوحى الالهى ).
تقارب الزمان
والرؤيا لا تختص بالانبياء بل هي لجميع المسلمين، وتتأكد مصداقيتها بتقارب الزمان كما بشر بذلك النبى حيث قال صلى الله عليه وسلم " اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله تعالى، ورؤيا من تخزين الشيطان، ورؤيا بما يحدث الرجل به نفسه، واذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليصل ولا يحدث به أحد ".