امسك «إخوانى»!
أنا من هؤلاء الذين يدركون جيدا خطر جماعة الإخوان ويعرفون شرورها وما ألحقته من أذى بِنا وبمن حولنا فى منطقتنا.. وأرفض بشدة أية مصالحات معها بعد أن اعتبرناها أخيرا جماعة إرهابية؛ لأنها استغلت على مدى تسعة عقود المصالحات السابقة معها فى استعادة قوتها وعافيتها لإلحاق مزيد من الأذى بِنا..
وأنبه إلى أن تلك الجماعة وإن كانت تمر بأزمة حادة جدا الآن بعد تصفية هياكلها التنظيمية فى بلادنا ما زالت تحوز أموالا ضخمة، وما برحت تملك أعضاء ومتعاطفين ليس عددهم بالقليل يمكن أن يتجمعوا مجددا ويعيدوا تنظيم صفوفهم إذا لاحت لهم فرصة كما فعلوا فى الخمسينيات، وفى السبعينيات، حتى صاروا فى عام ٢٠١٢ قادرين على الإمساك بحكم البلاد..
ومع ذلك فأنا لست من هؤلاء الذين يلاحقون أي مخالف فى الرأى والرؤى باتهام أنه إخوانى أو متعاطف مع الإخوان، وأرى أن ذلك لا يفيدنا، بل يضرنا ويكسبنا مزيدا من الأعداء فى وقت نحتاج فيه لتماسك جبهتنا الداخلية حتى نستطيع مواجهة التحديات العديدة التى تواجهنا ونتغلب عليها.
نعم، هناك بيننا من أيدوا ودعموا الإخوان قبل ٢٠١٣، بل، وتحالفوا معهم سياسيا وانتخابيا أيضا، وهناك من يخرجون علينا بين الحين والآخر يطالبوننا بالعفو عنهم وإعادة جماعتهم للعمل والنشاط مجددا، لكن كل ذلك لا يبرر أن نلاحق من نختلف معهم أو نرفض مواقفهم وأعمالهم باتهام أنهم إخوان، هذا يضر ولا يفيد سياسيا، بل إن ذلك يخدم الإخوان الذين ظلوا منذ الإطاحة بهم من الحكم يسعون لتكرار ما فعلوه فى عام ٢٠١١ بجمع ليبراليين ويساريين حولهم والحصول على دعمهم للوصول إلى الحكم.
ومن المفيد الآن، خاصة بعد إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، أن نراجع أنفسنا فى هذا الصدد. فلنتصدَّ بكل قوة لأية محاولة إخوانية لإيذائنا، ولنرفض بكل حزم أية دعوة للعفو عنهم.. ولكن فلنكف عن مطاردة من ليس منهم بإتهام الإنتماء لهم حتى لا نوسع دائرة الأعداء.