رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة الفقر في مصر

من الصعب أن يجادل أحد أن لدينا مشكلة فقر في بلدنا، وأن هذه المشكلة كانت تزداد بمرور الوقت على مدى عقدين من الزمان حتى بدأ عدد الفقراء في التراجع منذ عام ٢٠١٩ طبقا لآخر بحث للدخل والإنفاق أجراه جهاز التعبئة والإحصاء.. حيث انخفضت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر من ٣٢،٥ في المائة إلى ٢٩،٧ في المائة، وتتوقع وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد أن تنخفض هذه النسبة مجددا إلى ٢٨،٥ في المائة بنهاية هذا العام.. وهكذا طبقا للإحصاءات الرسمية نحن لدينا الآن نحو ٢٨،٥ مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، أى لا يقدرون على توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والكساء والسكن والمياه النظيفة والصرف الصحى والكهرباء والغاز وأيضًا الصحة والتعليم.. 

 

 

وهذا رقم لا يمكن الاستهانه به، ولذلك تسعى أجهزة الدولة لتخفيضه سنويا بنحو مليون إلى مليون ونصف المليون شخص سنويا، مع التخلص تماما عام ٢٠٣٠ من الفقر المدقع والذى لا يستطيع المصابون به توفير احتياجاتهم من الغذاء فقط. 

وتراهن الدولة على مظلة الحماية الاجتماعية التى تم مدها وتتسع الآن لنصف الفقراء وتسعى لتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الفقراء..

 وكذلك تراهن الدولة على المشروع القومى الكبير لتطوير الريف والذى يستهدف توفير الخدمات الأساسية والضرورية لأكثر من نصف سكان مصر ويتكلف ٧٠٠ مليار جنيه قابلة للزيادة. 

 

حقيقة الفقر

 

هذه هى حقيقة الفقر فى البلاد.. فإن هذا الفقر مازال يمثل لمجتمعنا مشكلة ولا يمكن تجاهل هذه المشكلة بالطبع، وإنما يتعين مواجهتها وهذا ما تفعله الإدارة الحالية الآن.. 

لذلك ليس مستساغا أو مفهوما أن ينكر البعض وجود الفقر فى البلاد، خاصة وأن بلدنا ليست هى البلد الوحيد فى العالم الذى عانى من هذه المشكلة، فهناك بلاد كثيرة تعانى منها.. وبالتالى فإن الحديث عن هذه المشكلة أمر طبيعى وعادى.. والأطباء يقولون دوما إن الإنسان لا يتحدث عن أى عضو فى جسده إلا إذا كان يشكو ألما فيه.. 

بل لعل الحديث عن الألم هو الذى يحفز الإنسان للبحث عن علاج للآلام التى يعانى منها.. وهذا ما حدث فعلا بالنسبة لمشكلة الفقر في بلدنا فإن الحديث عنها والتنبيه لخطورتها هو ما حفزنا لمكافحة الفقر وتحديد مبادرات وخطط وبرامج لمكافحته.     

الجريدة الرسمية