السويس وكتيبة الإعدام!
عام ١٩٨٩ قدم المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة رائعته "كتيبة الإعدام" ملخصا المشهد كله بعد نهاية حرب أكتوبر المجيدة.. وكانت ١٦ عاما بالتمام والكمال.. سيد الغريب بطل المقاومة الشعبية في المدينة الباسلة الذي يلتف حوله أبطال المدينة والذي يتم التخلص منه غيلة من خلال عملاء تم زرعهم في محاولة للتخلص من المقاومة ذاتها.. الشهيد سيد الغريب كانت لديه القدرة علي العبور من الحصار المفروض علي المدينة حاملا كل شئ بما فيها مرتبات أبنائها ولكن من تخلص منه يسرق أيضا الأموال !
حسن عز الرجال (نور الشريف) المقاتل الشريف الشجاع يتم تلفيق التهمة له ويسجن ١٤ عاما ظلما.. لكن رجال الأموال العامة بعد الإفراج عنه يريدون أموال الدولة التي يظنون أنه أخفاها لما بعد الخروج من السجن.. بينما إبنة الشهيد سيد الغريب (معالي زايد) تنتظره للثأر لأبيها بينما حسن نفسه يخرج ليبحث عن إبنه وزوجته وبراءته أيضا! ليكتشف إن أحد رجال الأعمال تزوج زوجته بعد تطليقها.. وأخذ إبنه ونسبه له!
الفن والحق
ليكتشف الجميع في النهاية أن رجل الأعمال هو فرج الأكتع (عبدالله مشرف) هو العميل الذي قتل سيد الغريب واختطف أسرة المقاتل الشريف وسرق أموال المرتبات! ليصيغ عكاشة فكرته حول المقولة الشهيرة وقتها.. وقت الفيلم "الذين عبروا والذين هبروا" كناية عن أغنياء ما بعد الحرب أو لصوص الإنفتاح من أباطرة ظهروا وتكاثروا في حين زاد الشعب المصري فقرا وسجن أبطاله وفقدوا كل شئ!
ينتهي الفيلم بوحدة جميع الأبطال والشرطة والشعب ضد المجرم الحقيقي.. إلي النهاية التي يعرفها الجميع !
الخلاصة: الفن يقف دائما مع الحق.. ومع الحقيقة.. ومع القيم.. ومع الناس.. لدرجة إن عكاشة عندما لم يجد الحل في القانون لنفوذ فرج الأكتع.. ويتم اللجوء للعنف.. يترك النهاية مفتوحة.. ليقول كل مشاهد الحكم الذي يرضي ضميره في حين لا تتم تبرئة من لجاوا للعنف من فوق منصة القضاء! النهايات المفتوحة حل سينمائي دائم في القضايا المشابهة..
تحية للسويس في عيدها القومي ٢٤ أكتوبر.. تحية للسويس التي ستبقي ملهمة لكل المبدعين.. لتسجيل بطولاتها وصمودها وما سجله أبنائها من سطور مضيئة.. ومن تلقين أعداء شعبنا دروسا قاسية قد لا تنسي أبدا.. ولن تنسي أبدا!