رئيس التحرير
عصام كامل

يد الأذى القاتلة

نقرأ بين الحين والآخر، على مواقع التواصل الاجتماعى، أخبارا مدعمة بالصور، عن حملات أهلية، يقوم بها رجال وشباب بعض مناطق المدن والقرى لتطهير المقابر المجاورة لهم من أعمال وتصرفات السحر والشعوذة.. أوراق مكتوبة بطلاسم الدم، عرائس أطفال مشوهة، أجزاء من عظام حيوانية محفور عليها رموز غامضة، شعيرات معقودة أو ممزقة، أجزاء من ملابس مهلهلة، صور شخصية مطموسة، كل هذا وضعه راغب الأذى فى أبعد مكان يتعذر وصول الأيدي إليه، مخترقا حرمة الموتى، بدفن "العمل" إلى جوار الأجساد الطاهرة المسجاة.

بيوت خربت، أزواج طُلقت، أطفال شردت، أجساد أهلكها المرض العضال، عقول مسها الجنون، تجارة ضربها الإفلاس، فتيات توقف حالهن، نساء عقمت أرحامهن، رجال فقدوا خصوبتهم، وغيرها كثير وكثير  من صنوف الأذى الشيطاني، ابتكرها ابن آدم الكاره والحاقد على بني جنسه.

 

 

كراهية مبطنة تطفو على سطحها ابتسامة باهتة تنضح غلا وحقدا وضغينة، إرادة الأذى والضرر بين أفراد العائلة الواحدة، والقرية الواحدة، والحي الواحد، انتشاء وزهو بخراب وتدمير حياة إنسان، والعبث بحياته ومستقبله.. قليل من النقود، وتبدأ رحلة عذاب ضحية، متأثرة خاضعة لأبشع أنواع السحر، الذي هو أحد الموبقات السبع فى الشرع.

السبع موبقات

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ).

صنف النبي صلى الله عليه وسلم، السحر فى المرتبة الثانية بعد الشرك بالله والكفر به، لما له من بالغ الأذى والضرر على النفس والأسرة والمجتمع.

حملات محمودة ومشكورة من أهلنا، لمحاولة دفع الضرر والأذى عن بشر مثلهم لا يعرفونهم، ولكن يبقي الحال كما هو، يُنزع سحر ويوضع آخر مكانه، تُنهك روح أحد بني آدم، ويدخل غيره دائرة العذاب الدامى، لا يدري أسباب ما أصابه.

أدعو رجال الدين الإسلامي والمسيحي، إلى مخاطبة الناس وتعريفهم بجرم وبشاعة هذا الفعل دينيا، وعقوبته وعاقبته وتأثيره فى الدنيا والآخرة، لعل الضمائر تستيقظ، ولعل يد الأذى القاتلة تتوقف، وقانا الله جميعا الشر والسوء.

الجريدة الرسمية