لا تبالغوا!
لا شك أن الأزمة الأخيرة التى نشبت داخل جماعة الإخوان هى أزمة كبيرة ولكنها لن تقضى على الجماعة وتنظيمها الدولى، ولن تخلصنا تماما من شرورها، فما زال الإخوان يملكون أموالا ضخمة فى الخارج تكفى للإنفاق على مخططاتهم المختلفة ضدنا، لذلك لا ينبغى المبالغة فى توقعاتنا تجاه تداعيات تلك الأزمة على الجماعة.
فهذه ليست المرة الأولى التى يتجرأ فيها عدد من كوادر الجماعة على مرشدها بالنيابة، فقد حدث ذلك فى السنوات الأولى من عمرها حينما أبلغ عدد من أعضاء الجماعة النيابة ضد مرشدها ومؤسسها حسن البنا متهمين إياه بسرقة أموال الجماعة والتبرعات التى تجمعها، ورد عليهم بتوجيه بعض أنصاره للاعتداء عليهم بالضرب!
صدامات وانقسامات
وطوال عمر الجماعة الممتد لأكثر من تسعة عقود شهدت الجماعة صراعات حادة وعنيفة منذ الصدام بين البنا وصديقه وشريكه السكرى، والذى تبادلا فيه الاتهامات بسرقة أموال الجماعة وحتى الصدام بين الشاطر وأبو الفتوح الناجم عن طموحات كل منهما فى حكم البلاد، بعد انتفاضة يناير، ومع ذلك استمرت الجماعة، وتم إحياؤها عدة مرات بعد تعرضها لأزمات، كان أهمها تلك المرة التى تمت تحت رعاية سيد قطب فى الستينيات بدعم من مرشدها الهضيبى.
أما بعد انتفاضة الثلاثين من يونيو فقد توالت الصدامات داخل الجماعة، وهذا أمر طبيعى، وكان متوقعا، لأنه تم طردهم من الحكم وإجهاض حلمهم فى السيطرة على البلاد، ولا شك أن تلك الصدامات والانقسامات سوف تضعف الجماعة وتنظيمها الدولى، ولكنها لن تكون كافية للقضاء عليها بشكل تام يخلصنا من شرورها؛ لأنها ما زالت تحوز الكثير من الأموال فى الخارج التى فى مقدورها الإنفاق منها على مخططاتها التآمرية ضدنا حتى ولو سعت القيادة الحالية للجماعة لتهدئة نشاطها العنيف حاليا، فهى حينما ستلتقط أنفاسها سوف تجد ما تحتاجه من أموال لتمويل محاولاتنا لإلحاق الأذى بِنَا، كما يقول تاريخها الطويل الحافل بالدم.