طوبة الأساس فى بناء الوعى
المعرفة هى سبيل الإنسان للفهم الصحيح الذى يحقق الوعى له.. وبهذا تكون المعرفة هى طوبة الأساس فى عملية بناء الوعى للمجتمعات.. فإن الدعاية قد تؤثر أحيانا على سلوك الإنسان لكنها لا توفر له وعيا حقيقيا.. ولذلك لا تنجح تلك الدعاية في عملية بناء الوعى للمجتمعات والشعوب.. وإنما هى تفيد فقط فى إغراء البشر أو توريطهم في شراء سلعة ما أو تقليد سلوك ما لبعض الوقت خاصة إذا كان هؤلاء البشر مغرمون بالمحاكاة والتقليد، ولكن الدعاية لا تفيد مهما بلغت مهارة من يقومون بها أو كانت جاذبيتها في خلق قناعات لدى الناس وصياغة مواقف قوية وثابتة لديهم.. ولعل ذلك كان واضحا في تأثر قطاعات من الناخبين بما أشاعه الإخوان فى عام ٢٠١١ حول قربهم إلى الله وبالتالى سوف يراعونه فى التعامل مع الناس عندما يمسكون بزمام الحكم.. فهذا التأثر لم يدم سوى بضعة أشهر قليلة جدا وسرعان ما إنتفض عموم الناس ضدهم عندما إكتشفوا إنهم يمثلون جماعة فاشية ومستبدة.
ولذلك فإن الطريق إلى عقل الناس لبناء وعى حقيقى لهم هو طريق المعرفة، وهذا يتحقق بتوفير المعلومات السليمة والصحيحة.. وإن ذلك سوف يجعلهم يفكرون فيما يحيط بهم وما يحدث حولهم وما يواجهونه من تحديات.. وبالتفكير وحده سوف تتكون لديهم قناعات تشكل وعيا لديهم.. أما الإعتماد على التلقين فى هذا الصدد فإنه لا يجدى، بل لعله ينفر الناس ممن يقومون به ويجعلهم عازفين عن سماعهم والإنصات لهم..
التحقق من المعلومات
وبهذا المعنى فان المعرفة القائمة على المعلومات السليمة والصحيحة هى طوبة الأساس في بناء الوعى.. ومسؤولية توفير هذه المعرفة تقع على عاتق الإعلام والصحافة بالدرجة الأولى بتقديم المعلومات الصحيحة والسليمة حول كل أمورنا وشواغلنا وما يهمنا في حياتنا لعموم الناس، وهذا واجب يفرض على الصحفيين والإعلاميين أولا الكف عن الرغى وإستهلاك برامجهم وكلامهم في إبداء آراءهم الشخصية بدون تقديم أى معلومات مفيدة للمشاهد أو القارىء، وثانيا التحقق من صحة ما يقدمونه من معلومات أحيانا، وثالثا إفساح مساحة أمام تنوع الأراء والرؤى والإتجاهات وإثارة النقاش الجاد والموضوعي حولها.