بطاقة تموين الرئيس !
أنا لى بطاقة تموين باسمى يستخدمها شخص في المنيا!.. هذه المعلومة التى أفصح عنها الرئيس السيسي خلال افتتاحه اليوم عددا من مشروعات الإسكان المخصصة لسكان المناطق غير الآمنة تكشف أن هناك فسادا إدارىا صارخا ينتشر في المحليات، وهذا الفساد يسهل الاستيلاء على أموال الدولة ويمنحها لمن لا يستحقها.
ورغم المراجعات الدورية التى تمت للبطاقات التموينية ومدى استحقاق حائزيها للدعم الذى تقدمه، ورغم أن استخراج بطاقة تموينية لأى شخص له إجراءات وأوراق رسمية تؤكد استحقاقه لها، فقد تم إصدار بطاقة تموين باسم رئيس الجمهورية.. فهل هناك فساد إدارى أكثر فجورا من ذلك؟!
إن الواقعة التى كشف عنها الرئيس السيسي لا تستحق فقط محاسبة المتورطين فيها سواء في المنيا أو خارجها، وإنما تحتاج مع ذلك خطة عاجلة لها برامج زمنية لمواجهة فساد المحليات والتخلص من هذا الفساد فى فترة زمنية محددة، مثلما فعلنا فى تحديد فترة زمنيةَ محددة لتطوير الريف.. بل إن هذه الخطة لتطوير الريف تفيدنا فى مواجهة فساد المحليات، لإنها ستسهم فى نشر الرقمنة في قرانا، وستساعدنا في تكوين قاعدة معلومات شاملة عن كل المواطنين وقدراتهم المختلفة، خاصة الإقتصادية.
كما لعل هذه الواقعة التى كشف عنها الرئيس السيسى تحثنا على الإسراع في إجراء انتخابات المحليات التى تعطلت طويلا، لإنها ستجعل الأجهزة الإدارية تحت رقابة شعبية مباشرة، وستمنحنا الفرصة لتصحيح أية أخطاء ومواجهةً أى وقائع فساد تحدث في مؤسساتنا وأجهزتنا الإدارية.
إننا سوف نقدر على مواجهة الفساد بالعلم والرقابة الشعبية والمحاسبة الصارمة لكل متورط في هذا الفساد.