عبلة الكحلاوي تتحدث عن نبي الرحمة في ذكرى مولده
تحدثت الدكتورة عبلة الكحلاوي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر سابقا، عن النبي الكريم في ذكرى مولده، فى في حديث تليفزيوني قديم بعنوان (في صحبة الحبيب) عام 2005 قالت فيه:
إن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبى الرحمة المهداة، رأى الناس من خلاله النور والخير والرحمة بعد أن أرسل اليهم وأزاح عنهم ظلام القسوة والمعصية والجفاء، وأشرقت عليهم الدنيا بعد أن جاءته رحمته صلى الله عليه وسلم وأمرنا بالحب والمودة والرحمة والخير فى الأقوال والأفعال.
حث رسولنا الكريم حب الله وفعل الخير ودعم الضعيف، أن الرحمة النبوية منهج إنسانى نادر وان الرحمة الواسعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي ضمت الوجود كله بإخلاص وجدت طريقها الى التطبيق لأنها كانت معنى منبعثا بكل تجرد وإخلاص من قلب الوجود كله.
لقد حرك النبي صلى الله عليه وسلم كل الطاقات والملكات ووجهها نحو الطريق الصحيح، وبمناسبة يوم مولده الكريم والذكرى العطرة لوجوده يمكننا ان نضع دائرة الضوء على ما جاء به الرسول الخاتم محدثا ثورة حقيقية للحياة الإنسانية على الأرض فنجده:
حب الله
أولا:علم نبى الرحمة الإنسانية التوجه الى الله ودعاها للوحدانية وايقاظ الفطرة بعدما احتارت زمنا بين وثن وصنم وبين شمس ونجم وقمر، وبين حجر وشجر " الله لا إله إلا هو الحى القيوم" فأضاء الإنسانية بحقيقة التوحيد ونكس للابد وثنية الأيام الخوالى بتوجيه العقل.
ثانيا: أعلن نبى الرحمة ان للحياة خاتمة ورب جيلا من البشر وشاغله نيل رضوان الله والفوز والنجاة في الاخرة فكانوا عمالا في النهار رهبانا في الليل يعلمون أن الدنيا مزرعة الآخرة.
ثالثا: دعا الى القيم الإنسانية وعلى رأسها المساواة ولم يكن هذا الأمر معلوما من قبل فما عرفت البشرية سوى الطبقية البغيضة التي جعلت المجتمعات سادة وعبيد، أو آلهة وبرابرة، فإذا به يعلن البلاغ السماوي في أذن الدنيا يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فكان اول من اعلن حق المساواة عمليا بين البشر.
العدل والتسامح
رابعا: دعا إلى العدل قولا وعملا من خلال بلاغ قرآنى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ويأتي التطبيق المحمدي عندما غضب لمحارم الله (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
خامسا: دعا نبى الرحمة إلى الحرية والتسامح وبلغ عن ربه أنه "لا إكراه في الدين".
سادسا: علم اتباعه الإذعان والطاعة الواعية المبصرة ولم تعرف في ذاك الزمان سوى الطاعة العمياء.
تحرير المرأة
سابعا: أسس للشورى ولم تعرف من قبل " وشاورهم في الأمر "
ثامنا:بشر بالقيم الإنسانية العالمية المؤاخاة والإيثار.
تاسعا: حرر الحبيب المرأة من المهانة والعبودية واستعادت بالمنهج السماوى لياقتها الإنسانية.
وبعد من أنا يا رسول الله حتى أوفيك قدرك، قدرك السامى سروحا لكنى أحبك ملء قلبى فأسعد بالوصال فتى جريحا بوركت يا رسول الله.