علي جمعة: لا عبادة لله إلا على طريقة رسول الله محمد
أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن المقصود بالإسلام الحد الأدنى الذي يعد به الإنسان مسلمًا وهو كلمة التوحيد، وتشبيه الرسول، صلى الله عليه وسلم، الإسلام برأس الأمر ليشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد.
وقال إن كلمة التوحيد تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن من يعبد من دون الله باطل، فهذه الكلمة تنفي استحقاق العبادة لأي أحد، وتستثني الله عز وجل وحده، فهو المعبود وحده.
شرط قبول العبادة
وأضاف علي جمعة أنه لا عبادة لله إلا على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الجمع بين شرطي العمل، فالله لا يقبل العمل إلا إذا كان مخلصاـ أي له وحده ـ وعلى شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "وصلنا إلى محطة مهمة في هذا الحديث النبوي الجامع وهي: «ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد...».
وقال "والمقصود بالإسلام في الحديث «كلمة التوحيد» لأن الإسلام بمعناه الشامل يشمل الصلاة والجهاد وغيرهما، لذا كان من الأنسب اعتماد أن المقصود بالإسلام الحد الأدنى الذي يعد به الإنسان مسلما وهو كلمة التوحيد، وهذه ما فهمه صاحب عون المعبود حيث قال: « أي أمر الدين (الإسلام) يعني الشهادتين وهو من باب التشبيه المقلوب؛ إذ المقصود تشبيه الإسلام برأس الأمر ليشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد في احتياجه إليه وعدم بقائه دونه» [عون المعبود 7/305، 306].
التوحيد
وأضاف "وكلمة التوحيد وهي «لا إله إلا الله» تعني: أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن من يعبد من دون الله باطل، فهذه الكلمة تنفي استحقاق العبادة لأي أحد، وتستثني الله عز وجل وحده، فهو المعبود وحده؛ لأنه الخالق وحده، ولأنه الفاعل وحده سبحانه وتعالى"
وتابع علي جمعة قائلًا: "ولذا فمن كفر بالله ضل التعامل مع هذه الحقيقة، وضلاله كان إما بالإنكار المطلق لوجود إله كالملحد الذي نفى استحقاق العبادة لأحد، فلم يتعرف على الله، فقال: لا إله، أو كان ضلاله بالإشراك كالمشرك الذي جعل حق العبادة لله ولمخلوقات أخرى غيره معه تعالى الله عن ذلك فقال: لا إله إلا الله والأصنام أو النجوم، أو المسيح أو عزير عليهما السلام، أو بوذا، وما إلى ذلك من عقائد أهل الشرك"
وقال "أما المسلم الموحد كان على الهدى، فنفى استحقاق أحد من الخلق للعبادة، واعتقد أن ما دون الله خلق، والله الخالق وحده، ولا يستحق غيره العبادة، فهو المعبود المستحق لجميع أشكال العبادات والتوجهات الظاهرة والباطنة"
واستطرد قائلًا: "وحقيقة «لا إله إلا الله» أن لا تثق إلا بالله، ولا تعتمد إلا على الله، ولا تستعين إلا بالله، ولا تقصد إلا الله، ولا تريد إلا الله، ولا ترى إلا الله، نسأل الله أن يبلغنا حقائق التوحيد"
طريقة العبادة
وقال إن "كلمة التوحيد مرتبطة دائمة بالشهادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مرسل من عنده ربه، ومغزى الارتباط بين لا إله إلا الله ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو توضيح طريق العبادة المقبولة. فكلمة «لا إله إلا الله» تعني أنه لا يوجد من يستحق العبادة والتوجه إلا الله، فالسؤال المنطقي الذي يطرأ على ذهن المسلم بعد ترسخ تلك العقيدة هو: كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟"
وتابع جمعة "فالإجابة تكون: تعبد الله على شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا عبادة إلا لله، ولا عبادة لله إلا على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الجمع بين شرطي العمل، فالله لا يقبل العمل إلا إذا كان مخلصاـ أي له وحدهـ صوابا ـ أي على شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران:31]. وقال سبحانه: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء:80].
واختتم حديثه قائلًا: "وقد أرشدنا رسول ﷺ إلى ضرورة إقامة العبادات على شرعته وطريقته ﷺ؛ ولذلك كان يقول ﷺ: «صلوا كما رأيتموني أصلي» [رواه ابن حبان في صحيحه]. وقال ﷺ: «خذوا عني مناسككم» [رواه مسلم]