السادات يعمل رقيبًا ويوافق على عرض فيلم ميرامار
عُرض في مثل هذا اليوم عام 1969، بعد النكسة وأثناء حرب الاستنزاف الفيلم العربى " ميرامار".. والفيلم صنفه البعض بالسياسى، حيث تعرض الأديب نجيب محفوظ في روايته ميرامار الى شرائح مازالت موجودة في المجتمع المصري بعد الثورة وشرائح أخرى استحدثت.
والفيلم عن قصة الأديب نجيب محفوظ وسيناريو وحوار ممدوح الليثى وإخراج كمال الشيخ.
قام ببطولة "ميرامار" شادية التى جسدت دور حميدة في قصة نجيب محفوظ أيضا " زقاق المدق " وقال عنها محفوظ أنه وجد فيها شخصية حميدة، كما قدمت له قصصا أخرى في السينما منها اللص والكلاب، ذات الوجهين وغيرها.
من الشخصيات التي تعرض لها نجيب محفوظ في ميرامار وأبرزها بعناية السيناريست ممدوح الليثى ماريانا اليونانية صاحبة البنسيون، وطلبة مرزوق الإقطاعي الكبير الذى صادرت الثورة أرضه وقدمه يوسف وهبى، وسرحان البحيرى الانتهازى والوصولى وقدمه يوسف شعبان، وعامر وجدى الوفدى القديم والصحفى على المعاش وقدمه عماد حمدى وكان الشخصية الوحيدة المتزنة في مجموعة البنسيون، وحسنى علام من أعيان طنطا المهرج الذى استعمل بعض الافيهات طوال الفيلم مثل "فركيكو لا تلومنى" وقدمه أبو بكر عزت، ومنصور باهى المذيع بإذاعة الإسكندرية اليسارى المعارض لسياسات الثورة ورجالها وأخوه الضابط بالجيش الذى يراقب كل تصرفاته ليحد منها،وقام بدوره المذيع عبد الرحمن على.
زهرة الريفية
وأخيرا زهرة الفتاة الريفية القوية وهى الشخصية المحورية في الرواية التى هربت من قريتها ومن اسرتها لأن أهلها أرادوا تزويجها من رجل عجوز لأجل ماله، حيث تأتي المصادفة بها إلى بنسيون ميرامار بالاسكندرية لتخدم مجموعة من الرجال ينتمون إلى جيلين مختلفين واتجاهات سياسية واجتماعية مختلفة.. وتتعلم أيضا وتمحو أميتها ويتصارع عليها نزلاء البنسيون الخمسة دون ان تفقد كرامتها،والتى نجحت فى أداء دورها حتى أن الأديب نجيب محفوظ قال عنها: شادية من أكثر الفنانات اللاتى نجحن فى تجسيد روح الشخصيات التى كتبتها فى رواياتى التى قدمت على الشاشة الكبيرة.
اعترضت الرقابة على المصنفات على فيلم ميرامار حتى أنه تعرض للمنع والحذف لبعض مشاهده ونُشر أن مديرة الرقابة اعتدال ممتاز شاهدته ثلاث مرات واعترضت فى البداية على عبارة "طظ" التى أطلقها يوسف وهبى حين قال له يوسف شعبان (انه عضو باللجنة السياسية للاتحاد الاشتراكى) فقررت منع الفيلم من العرض.
عبد الناصر يتدخل
وعندما قيل للمخرج أن الحل في يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لجأ السيناريست ممدوح الليثى والمخرج كمال الشيخ إلى سامى شرف مدير مكتب الرئيس وبعرض الأمر على الرئيس طلب نسخة من الفيلم وبعد أن شاهده وافق على عرضه وقال انه لا يمس الثورة بشيء إلا أنه طلب من أنور السادات رئيس مجلس الأمة ــ وقتئذــ مشاهدته وتقديم تقرير عنه.
إهانة المرأة
ذهب السادات إلى الرقابة بنفسه مع شعراوى جمعة وزير الداخلية والدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية، وسأل عن نجيب محفوظ المؤلف الاصلى للرواية، فقيل إنه اعتذر عن مشاهدة الفيلم، وشاهد السادات الفيلم واعجب به إلا من عبارة طلب حذفها تقول (تضربوا الستات زى الحيوانات) مما اعتبرها إهانة للمرأة لا تصح، وبأوامر رئاسية حذفت هذه العبارة وصرح بعرض الفيلم بما تضمنه من إسقاطات سياسية جريئة ولم يعترض على عبارة طظ التي يطلقها يوسف وهبى.
حرية التعبير
علق السيناريست عاطف بشاي على فيلم ميرامار فى جريدة الجمهورية عام 1969 بقوله: يرد الفيلم على من يتصورون غياب حرية التعبير في عهد عبد الناصر مما أتاح للفيلم السياسى أن يعلن عن تواجده وبقوة في تلك الفترة.