رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تنبأ الدكتور طه حسين بفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل قبل النتيجة بـ 30 عاما

الأديب نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ

أثبتت الأيام أن علاقة الأديب نجيب محفوظ بجائزة نوبل هي يوم إعلان فوزه في مثل هذا اليوم 13 أكتوبر 1988، بل سبقتها محاولات مصرية متعددة رشحت نجيب محفوظ محفوظ للحصول على جائزة نوبل فى الأدب.

 

جاءت هذه المحاولات في شكل مقالات مثلا وتنبؤات فنية، فمثلا كتب عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حين قرأ روايته بين القصرين يؤكد أن نجيب محفوظ أقدر الأدباء العرب للحصول على الجائزة، وبعد نبوءة طه حسين بثلاثين عاما وتحديدا عام 1983 ترددت الشائعات عن ترشيح محفوظ لجائزة نوبل.

 

 وتدل حوارات نجيب محفوظ على ذلك فنراه في حواره من مجلة أكتوبر عام 1984 ينفى الخبر ويقول إنه لا أساس له من الصحة وإنه ليس من المعقول أن يرشح أديب لجائزة مثل نوبل بغير علمه.


ضعف الترجمة 
وفى نفس الحوار قال محفوظ إن تأخر حصول أي من الأدباء العرب على هذه الجائزة العالمية إنما يرجع إلى ضعف حركة الترجمة في الوطن العربى وعدم وجود مؤسسات كبرى للنشر بها كما أن هيئة الكتاب لم تقم بدورها المنوط إليها في هذا، رغم وجود قامات إبداعية كبرى مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس ويحيى حقى.

ورغم كل ذلك ظل نجيب محفوظ على قوائم الترشيح أو قريبا منها لسنوات طويلة أما فوزه الحقيقى فكيف تم الترشيح له، والاجابة على ذلك أن المستشرق شيفتيل رئيس قسم الدراسات العربية بجامعة ليدز البريطانية كان هو السبب في ترشيح محفوظ  حين كتب خطابا إلى الأكاديمية السويدية في فبراير 1988 يرشح فيها محفوظ وأخبر نجيب محفوظ بهذا الترشيح في خطاب يعتذر له عن عدم استشارته في ذلك وأنه لم يجد أحق منه بها لأن مؤلفاته من أرسخ دعائم الأدب العربى المعاصر. 

خطاب الى شيفتيل 

أرسل نجيب محفوظ خطابا إلى شيفتيل يشكره على ترشيحه وتزكيته له عند الجائزة العالمية وترك الأمر بدون اهتمام..

انجاز كبير وضرورى 

وبالفعل في أكتوبر 1988 أبلغ محفوظ بترشحه لجائزة نوبل في الأدب وكان ترشيحه إنجازا كبيرا لم يتمكن غيره من رموز الأدب العربي من تحقيقه على مدار تاريخ الجائزة، وحدثا هاما في تاريخ مصر الحديث لم يكن يتوقعه الأديب نجيب محفوظ، وذلك وفق ما ذكره الناقد رجاء النقاش في كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ".
حكى فيه على لسان نجيب محفوظ، كاشفا كواليس تلقيه خبر حصده للجائزة، قائلا: “تناولت الغداء ودخلت غرفة النوم لاستريح، ولم تمض سوى دقائق معدودة إلا وجدت زوجتى توقظني من النوم فى لهفة وتلغنى بحصولى على نوبل، فظننتها تهلوس لأنها منذ زمن طويل وهى تقول إننى استحق الجائزة وبالفعل اتصل بى محمد باشا الصحفى بالأهرام وأبلغنى إعلان نتائج الترشيح وأننى فزت بالجائزة واتصل بى الصديق سلامة أحمد سلامة يهنئنى، لحظتها فقط تيقنت أن جائزة نوبل جاءت إلى نجيب محفوظ ”.
 

الجريدة الرسمية