انتخابات بالمرتزقة!
اللجنة العسكرية الليبية المشتركة توصلت إلى خطة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية بشكل تدريجى ومتوازن.. لكن السؤال من يضمن تنفيذ ذلك حقا فى ظل وجود قوى ليبية لا تريد خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، ووجود قوى إقليمية ودولية ليست مكترثة بذلك؟ وحتى لو وجدت خطة اللجنة العسكرية سبيلا للتنفيذ فعلا هل سيتم إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية قبل إجراء الانتخابات الليبية التى لم يتبق على موعد إجرائها سوى أقل من عشرة أسابيع فقط.. ام ستتم هذه الانتخابات فى وجودها؟!
إن إجراء الانتخابات الليبية، سواء البرلمانية أو الرئاسية، في ظل وجود المرتزقة والقوات الأجنبية يهدد نزاهتها ويطعن فى نتائجها، بل لعله يهدد أصلا إمكانية إجرائها أساسا.. فهذه الميليشيات والقوات الأجنبية سيكون فى مقدورها منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم أو التأثير على أصواتهم، سواء بإجبارهم على منح هذه الأصوات لمرشحين أو بحجبها عن مرشحين آخرين.. فكيف ستتم هذه الانتخابات حقا؟!
نعم لقد شهدت العديد من الدول قديما وحديثا انتخابات فى ظل وجود قوات أجنبية على أراضيها، لكن هذه الانتخابات لم تسلم من الطعن فيها.. وبالنسبة للحالة الانتخابية الليبية أساسا فإن المرتزقة والقوات الأجنبية متورطة فى تأييد تيارات وقوى وجماعات داخل ليبيا، ولذلك هى لن تقف مكتوفة الأيدى بالطبع وسوف تتدخل لمساندة هذه القوى انتخابيا بشتى الوسائل وخاصة السلاح الذى فى حوزتها.. وهذا يعنى أن الخطر يهدد انتخابات ليبيا.
