كلمات مرتجلة نابعة من القلب.. ماذا قال كبار الأدباء والفنانين في أول ذكرى لنصر أكتوبر
في الذكرى الأولى من نصر أكتوبر استطلعت مجلة الإذاعة عام 1974 آراء مجموعة من الكتاب الصحفيين حول ذكرياتهم عن نصر أكتوبر المجيد، وكانت الاجابات فى كلمات قصيرة:
قال الاديب الدكتور يوسف أدريس:" بضربة إرادة واحدة تمت المعجزة، تحولنا من كائنات لا كرامة لها كالحيوان إلى بشر ذوى كرامة، بضربة إرادة واحدة ردت إلينا كرامتنا وعادت انسانيتنا، لم أكن قبلا أؤمن كثيرا بدور الفرد في التاريخ، لكن البطل أنور السادات غير من مفهومي، سحق الهزيمة الكامنة في كل منا حين قرر العبور، فبقراره لم يعبر جيشنا القناة فقط، لكن شعبنا عبر معه فيافى الذلة والمسكنة.
وكان العبور هو الخلاص، أحقا اصبحنا نقاتل لاستخلاص أرضنا وكرامتنا، أحقا عبرنا القناة ونحرر سيناء ونسقط الطائرات ونأسر منهم مئات، ألم أقل انها معجزة.
انطلاق الخيال
قال الأديب نجيب محفوظ: "لم يخطر ببالي في أكثر لحظات انطلاق الخيال أن نتمكن من عبور القناة بهذا الشكل، بعد أن كان الاعتقاد السائد أنه من رابع المستحيلات تخطى خط بارليف الذي لا يمكن أن تخترقه القنابل ذاتها".
كانت الفترة من 5 يونيو 1967 إلى 6 أكتوبر 1973 من أسوأ فترات حياتي، عشت فيها حالة اكتئاب قومي لم أستطع وقتها النوم بسبب الشعور بالإهانة واليأس من وجود أي طريق للخلاص واسترداد الأرض المغتصبة، وبينما كنت جالس على مكتبي يوم السادس من أكتوبر اتصل بي الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة، وقال: عبرنا القنال وقواتنا الآن تشتبك مع العدو في الضفة الشرقية، ثم سمعت الخبر من إحدى الإذاعات الأجنبية عن اقتحام خط بارليف، ثم العبور العظيم فقفزت من الفرح فهذا هو أسعد يوم في حياتي".
موسيقار الاجيال
وقال الموسيقار محمد عبد الوهاب: ما أحلاها غنوة ونحن نستمع الى سيمفونية النصر يعزفها جنود مصر البواسل، ما احلاها نشيدا وآذانا تنصت وقلوبنا تنبض بوقع خطى قواتنا تستعيد ارضنا وامجادنا رافعة رايات النصر.
القائد العظيم
وقال الفنان يوسف وهبى: اليك انت ياقائدى العظيم.. إليك ياقاهر تتار القرن العشرين، يا منقذ الوطن من شرذمة الهمج وعصابات صهيون، يامن آليت على نفسك ان تطهر الأرض العربية من رعاع الأمم، ياصلاح الدين العصر، إليك والى ابنائك جنودنا البواسل، يامن تحققت ببسالتهم المعجزة الكبرى، اليكم يامن ردوا اعتبارنا وحولوا الهزيمة الى نصر عظيم، أقدم وافر اجلالى فإلى الامام وليسجل التاريخ لك.
أحمد رجب
أما الكاتب الساخر أحمد رجب فكتب في عموده القصير يقول:الله أكبر يا مطالع الفجر حوالينا..الله أكبر يا سيف الله في إيدينا. الله أكبر يا بطل قاهر أعادينا..ورا التتار يا أسد لحد حيطة المبكى..يبكوا اللي صابهم من أسد سينا.
وقال الكاتب الصحفي أنيس منصور: "استعدت مصر، وطال انتظارها وتولت جسور من نيران المدافع والطائرات لحماية ضفتي القناة، وتقدم الجنود الأبطال يعبرون الماء الساكن منذ 67، ويحطمون ذلك الجسر الترابي الذي إقامة اليهود على الضفة الأخرى، وتعبر الدبابات البرمائية والسيارات المصفحة والمشاة ورفع الأبطال علم مصر وروح مصر وقلب العروبة عاليا، وامتلأت العيون بدموع الفرح.
"اعترف اليهود بأن الزحف المصري لم يكن متوقعا وكان مفاجئا، لأن فكرتهم عن المصريين أنهم عاجزون وأنهم يحسنون الكلام فقط بعد أن تحطمت معنوياتهم، لكن خانتهم أفكارهم بأن المصريين لا يحاربون، وأن خط بارليف سد منيع، وناموا وهم في غاية الأمان، وفى يوم عيدهم (عيد الكفارة عن الخطايا) اعتدوا علينا لكن شاء الله أن يجعل يومهم أسود عليهم وتحقق لنا النصر المبين.
معنى الفخر
وقال الدكتور رشاد رشدى رئيس اكاديمية الفنون سابقا: منذ عهد بعيد لم تعرف مصر معنى الفخر ومعنى الكبرياء كما تعارف هذه المعان الان، فالجندى المصرى لم يغسل فقط عار ست سنوات من عمر مصر، لقد اعادها الينا كما كانت في عهد صلاح الدين، وأعاد معها الامة العربية.
صديقى ولدى أخى المقاتل قد لا ترانى لكنى أعيش معك لحظة بلحظة، اسمعك تهلل الله اكبر، ياصديقى انى احترمك وأحبك لانك تحبها وتعطينا اعز ما اعطاك الله حتى اعدت الحياة الينا.