شكرى ولافروف
حديث وزيرى خارجية مصر وروسيا فى مؤتمرهما الصحفى الذى عقد بموسكو بعد المباحثات التى جرت بينهما كشف تقاربا واضحا فى الكثير من القضايا والأمور، سواء المتعلقة بالعلاقات الثنائية أو التى تتعلق بأمور المنطقة.. لكن هذا التطابق لا يعنى أن ثمة تطابق بينهما فى كل شىء، وهذا ما كشف عنه أيضا حديث الوزيرين فى المؤتمر الصحفى المشترك بينهما.
فقد تضمن حديث وزير خارجيتنا تأكيدا على أنه طرح خلال المحادثات على زميله وزير الخارجية الروسى أخر تطورات أزمة السد الإثيوبى، متطلعا إلى الدعم الروسى لموقف مصر فى تلك القضية الوجودية بالنسبة لها، حتى تجد هذه الأزمة حلا منصفا وعادلا لها من خلال ما تتمسك به مصر وهو إتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء السد وتشغيله ويضمن التعاون بين شركاء النيل الازرق..
بينما خلا استعراض الوزير الروسى لما دار فى هذه المباحثات إشارة إلى هذا الموضوع والموقف الروسى منها، وهو الموقف الذى لم يرض المصريين عندما تحدث المندوب الروسى فى مجلس الأمن أثناء مناقشة تلك الأزمة.. وهذا يُبين أن ثمة إختلاف فى الموقف المصرى والروسى في هذه القضية، رغم أن روسيا وافقت على بيان مجلس الأمن الأخير الذى يطالب الدول الثلاث بإستئناف المباحثات للتوصل إلى الإتفاق القانونى، وهو ما تتمسك به مصر.
أيضا تحدث لافروف عن توجه روسيا لإنسحاب تدريجى وعلى مراحل للقوات الأجنبية من ليبيا، بينما تحدث شكرى عن إنسحاب تلك القوات الأجنبية من ليبيا دون أى إشارة لأن يكون تدريجيا أو على مراحل، ربما لان ذلك قد يؤجل ذلك الإنسحاب، وإجراء الانتخابات فى وجود تلك القوات سيكون له تأثيره السلبى على نتائجها وينتقص من حياديتها، ويمثل دعما للقوى الليبية التى جاءت هذه القوات الأجنبية لدعمها.
وهكذا مع التقارب فى المواقف المصرية الروسية ثمة تباين لا يسمح بوجود تطابق بينها، والذى يصعب أن نجده فى مواقف الدول حتى التى يجمعها تحالفات.