تعرف على السنن الكاملة لإسباغ الوضوء
جاءَ في السنُّة الكثير من الأحاديث في الحثِّ على إسباغِ الوضوءِ، -وإسباغُهُ يعني إتقانه وتمامُ فِعله-، وذلكَ اتباعًا لصفةِ وضوءِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والسّننُ هي أمورٌ يُثابُ عليها المسلمُ ولا يُعاقَبُ على تركها، وسُنَنُ الوضوءِ كثيرةٌ، حتى لقد قيل إنّها تبلغُ ستةً وستين سُنّةً، نذكر أهمّها فيما يأتي:
سنّة استعمال السِّواكِ قبل الوضوء؛ وهو ما يشبه العُودَ، ويستعملُ لتنظيف الأسنان.
سنّة التَّسمية قبل مباشرةِ الوضوء؛ -كقوله بسم الله أو بسم الله الرحمن الرحيم-، وقال الحنابلة التّسميةُ واجبةٌ، وتكونُ بعد النِّية، ودليلهم قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاةَ لمَن لا وُضوءَ له، ولا وُضوءَ لمَن لم يَذكُرِ اسمَ اللهِ تَعالى عليه)، كما يُسنُّ التّعوذُ منَ الشَّيطانِ قبل التَّسمية -بقوله ربِّ أعوذُ بكَ مِن هَمَزاتِ الشّيطانِ -.
سنَّة المَضمضةِ والاستنشاق؛ وهما عند الغالبية مستحبَّانِ، وللمتوضّئِ أن يَفعلهُما على النَّحوِ الذي يُناسِبُه، وأقلُّهما إيصالُ الماءِ إلى الفمِ والأنفِ، كما يُسنّ فيهما أن يفعلهما ثلاثَ مراتٍ، ويخرج الحنابلة من الأغلبية إذ يعتبرونها تبعًا للوجه في حُكمِ الغسل.
سنّةُ تعميم الرَّأس بالماء أثناء مسحه؛ وذلك من مُقدمةِ الرَّأسِ إلى مؤخّرته، ثُمّ العودةُ باليديْن من مؤخّرة الرَّأسِ رجوعًا إلى مقدّمته، لِمن يناسبهُ فعلُ ذلك.
سنَّة مسح الأُذُنِ بعد مسح الرَّأس؛ فيُجدِّدُ لها المُتوضِئ ماءً غيرَ ما استعمله لمسحِ رأسه، ويحرصُ على إيصال الماءِ إلى ظاهرها وباطنها.
سنّةُ التخليل بين الأصابع، وينطبقُ ذلك على أصابعِ اليدينِ أوالرجلينِ كما هو الحالُ في اللّحيةِ الكثيفة، فإنَّ صاحبها يُخلّلها بالماء دون تَكَلّفٍ.
سنّة التثليث في أفعال الوضوء؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- في وصفه وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا)، ولا يَضُره أن يفعلها مرّةً وحدةً إذا ضاقَ به وقتُ الصّلاةِ أو خَشِيَ أن لا يكفيهِ الماءُ، أو خشي فواتَ صلاةِ الجماعة.
سنّة التّيامُن؛ ومعناها تقديمُ اليدِ اليُمنى على اليسرى في أفعال الوضوء، لحديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، في تَنَعُّلِهِ، وتَرَجُّلِهِ، وطُهُورِهِ، وفي شَأْنِهِ كُلِّهِ).
سنَّة التتابع؛ والتتابع يعني الموالاةُ بينَ الاعضاء، ويكونُ بالشروعِ بغسلِ العضو الثاني قبل جفافِ العضوِ الأوَّل، وهو سنَّة عند الجميع إلّا الحنابلة يجعلونه فرضًا.
سنَّة التدليك؛ ويكونُ بمرورِ اليدِ على العضوِ بعدَ إصابةِ الماء.
سنَّة الوضوء بمُدٍّ من الماء، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بمُدٍّ من الماء، والمُدُّ أقل من لترٍ واحدٍ.
سنّة تطويل الغُرَّة والتحجيل: وتطويلُ الغرَّة يعني مُراعاةُ وصولِ الماءِ إلى جميعِ جوانبِ الوجه، أما تطويلُ التحجيلِ فيعني مُراعاةُ وصول الماءِ إلى جميع جوانب اليدينِ والرجلينِ، وورد هذا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إنِّي سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ).
سنّة تجديد الوضوء؛ إذ يستحب للمسلم تجديد الوضوء للفروض والنوافل وإن لم ينقضِ وضوءه السابق.
سنَّة صلاة ركعتين بعد الوضوء؛ وهي ركعتان يصلّيهما بعد كلِّ وضوء، وقد حثَّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفَعَلها الصَّحابة، قال عثمان بن عفان -رضي الله وعنه-: (رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وضُوئِي هذا ثُمَّ قَالَ: مَن تَوَضَّأَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِما بشيءٍ، إلَّا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، ولو كانَ في وقتِ الكراهة؛ وأوقات الكراهة هي أوقاتٌ تُكره الصّلاة فيها وهي عدّة: منها وقت ما بعد العصر إلى غروب الشمس-.
سنّة الدُّعاء بعد الوضوء، ويَكُونُ أشبَهَ بِتَشهّدِ الصّلاة، ومن صِيَغِه: (أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهمَّ اجعَلني منَ التَّوَّابينَ واجعَلني منَ المتطَهِّرينَ).