3 أسباب وراء رفض إعادة الإسلاميين للحياة السياسية في المنطقة
بين حين وآخر تصدر أحاديث المصالحة مع تيار الإسلام السياسي في المنطقة، وليس جماعة الإخوان الإرهابية وحدها، وإعادة دمجهم في المجال العام والحياة الاجتماعية لبلدان المنطقة، لكن تصاعد الأحداث على مدار السنوات الماضية، وتطورات الأحداث والدماء التي خضبت الأرض، جعل هذه الرؤية شبه مستحيلة، وخاصة في البلدان المحورية التي أنهت زمن هذه التنظيمات على أراضيها، وأعلنتها بصفة نهائية على قوائم الإرهاب.
الفوضى والدمار
يقول فهد الديباجي الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإسلام السياسي والإخوان اعتمدوا في فكرهم على خداع المتحمسين ودغدغة مشاعرهم لجعلهم وقودًا لحروبهم الخاصة، لافتا إلى أنهم يعتمدون على لبس عباءة الدين لتحقيق أهداف سياسية بحتة، مرورا بنشرهم الفوضى والدمار لإنهاك الدول التي يظهرون فيها ويحاولون باستماتة الوصول إلى السلطة بها.
وأضاف: لا يعترفون بالأوطان، يؤمنون فقط بجماعاتهم، لذا فإن سقوطهم شعبيا وسياسيا كان أمرا طبيعيا، وهذا بالضبط ما يجعل المصالحة معهم مستحيلة دائما وتحمل مخاطر جمّة، سواء كانوا في الحكم أو خارجه، وخاصة بعد أن صارت الشعوب هي حائط المواجهة ضد هذه الجماعات المتآمرة على أوطانها، فالشعوب تعلمت بالتجربة أنه لا يمكن أن تأمن لهم ولا يمكنها تجاهل دروس التاريخ وما يقوله عن سلوك وانتهازيتهم وهوسهم بالسلطة.
وأوضح الباحث، أنه مهما تمكن الإسلام السياسي -في ظروف استثنائية- من خداع البعض، فإنه لا ينجح دائما، فقد رأينا سقوطهم المتوالي في أماكن مختلفة من جسد الوطن العربي خلال سنوات قليلة، وجاء هذا السقوط تعبيرا صادقا عن رفض الشعوب لهذه التيارات.
أهمية الوعي
ولفت إلى إن استمرار الوعي الشعبي العربي الداخلي المتزايد بخطر وحقيقة الإخوان والإسلاميين هو أعلى درجات المواجهة لهذه الجماعات المأجورة وأذرعها المتلونة، فهذا هو الضامن الوحيد لعدم عودتهم إلى مفاصل القوة، موضحا أن السقوط المتوالي للإخوان وأذرعها في المنطقة منذ أحداث الربيع العربي يؤكد حالة الرفض الشعبي لهذه الحركات وأيديولوجيتها الاحتكارية.
وأضاف: كما يؤكد انكشاف وتعرية هذه الأفكار الشيطانية أمام ضمير الشعوب العربية، فقد أثبتت التجارب أن الأنانية الإخوانية لا يمكن أن تتحول إلى حزب سياسي يعمل على إفادة المجتمع ويقدم مصالح الوطن على مصالح الجماعة، فهذه أمور لا توافق تسميات الجماعة ولا مبادئها.
كما أن كل شعار ترفعه أذرع الجماعة وصورها المختلفة من عدل ونهضة وإصلاح لا تعدو كونها شعارات مزيفة تتستر وراءها أهداف خبيثة، والجماعة في ذلك تقف على الجانب المعاكس لمثل هذه التسميات.
واختتم: الشعوب عانت ويلات الربيع العربي، بعد أن كانت تبحث عن التنمية والازدهار والحياة الكريمة، لكنها اكتشفت إن ركوب الإسلاميين للسلطة سيجعلها منبع فساد وإرهاب وتصدير مرتزقة، على حد قوله.