رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تهديدها للأمن القومي.. لماذا لم تظهر بريطانيا نتائج المراجعات بشأن نشاط الإخوان

شعاري بريطانيا والإخوان
شعاري بريطانيا والإخوان

بعد أن تلقى التنظيم الدولي للإخوان العديد من الضربات القاسمة كان آخرها في تونس تطلق بريطانيا رصاصة الرحمة على النظام الميت إكلينيكيًّا. 

ففشل الإخوان المسلمون في تمثيل دور المعارضة كشفهم أمام الجماهير خاصة بعد أن نجحوا في بعض البلاد من الانقضاض على مفاصل السلطة وتنفيذ أجندتهم وهو ما كشف أفكارهم المتطرفة أمام شعوب المنطقة ليعودوا للخارج من حيث بدأوا. 

 

وبعد النمسا بدأت بريطانيا في البحث الحقيقي في ملف الإخوان بعد أن سقط قناع المعارضة وظهر الوجه الحقيقي لأفكار الجماعة المتطرفة. 

 

فعلى غرار دول أوروبية أخرى، تواصل بريطانيا محاربة التطرف، والتي بدأت في وضع تنظيم الإخوان تحت المجهر.

 

الحكومة البريطانية 

وفي ذلك الصدد قال رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، الدكتور جاسم محمد: إن إجراء مراجعات على أنشطة تنظيم الإخوان من قِبل الحكومة البريطانية في سبتمبر من العام الماضي، تعني بداية نهاية التنظيم فعليًّا في المملكة المتحدة.

 

وركزت الرقابة على تهديدات محتملة لتنظيم الإخوان الإرهابي على الأمن القومي للمملكة المتحدة، وذلك في أعقاب تعيين إبراهيم منير، قائما بأعمال المرشد العام للتنظيم.

 

وكان تنظيم الإخوان،  أعلن مطلع سبتمبر 2020، تعيين إبراهيم منير المقيم في بريطانيا قائما بأعمال المرشد العام للتنظيم، بعد قيام أجهزة الأمن المصرية بالقبض على محمود عزت القائم بأعمال مرشد التنظيم، في 28 أغسطس  الماضي.

 

تأثير سلبي

وأشار جاسم محمد إلى أن نتائج تلك المراجعات لم تخرج للنور حتى الآن، رغم تهديد التنظيم الإرهابي المباشر للهُوية الأوروبية أو البريطانية، لكن أكد أن تلك المراجعة سيكون لها تأثيرات سلبية على التنظيم وتشديد الرقابة عليه، بغض النظر على النتائج النهائية لها.

 

وقال رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب: إن أجهزة الاستخبارات البريطانية قامت بإجراء مراجعات بدأت العام الماضي لأنشطة تنظيم الإخوان الاقتصادية.

 

كما لمح "محمد"، إلى تعهد الحكومة البريطانية في مايو 2020 بزيادة المراقبة على المتطرفين الذين يستغلون جائحة كورونا، وأكدت أنها ستراقب الجماعات المتطرفة عن قرب، مثل الإخوان الذين كانوا يحاولون الاستفادة من الأزمة.

 

وزير شؤون الشرق الأوسط

ونقل الخبير الأوروبي عن جيمس كليفرلي، وزير شؤون الشرق الأوسط، قوله في مايو 2020 أن الحكومة البريطانية تواصل التعامل مع المخاوف بشأن جماعة الإخوان على محمل الجد، وتبقي الأنشطة التي يقوم بها شركاء الإخوان في الخارج، قيد المراجعة.

 

ورغم مرور أكثر من عام لم تظهر نتائج المراجعة البريطانية بشأن نشاط الإخوان ووضعها الاقتصادي في البلاد،  ويرجع جاسم محمد ذلك إما إلى "سرية عمل الاستخبارات وسلامة التحقيقات"، أو إلى أن "التحريات لازالت مستمرة ولم يتم إنجازها بعد".

 

ولم تكن مراجعة الحكومة البريطانية لأنشطة الإخوان التي جرت في سبتمبر الماضي الأولى، حيث أجرت الحكومة في وقت سابق من عام 2014 تقييما لنشاط التنظيم في البلاد، دون أن تنشر أيضا نتائجه.

 

وبعد مطالبات برلمانية جرت في مارس الماضي بنشر نص نتائج التقييم، قالت الحكومة في تعليق مقتضب إنه "لا توجد خطط لنشر المراجعة الداخلية لجماعة الإخوان، والتي تمت عام 2014".

 

لكن ما حدث بالفعل هو العكس، إذ أيدت محكمة جراتس الإقليمية الاستعانة بشوتس وهاينش كخبراء في ملف تحقيقات الإخوان، وفق ما نقلته مجلة "أكسبرس" النمساوية عن قرار المحكمة.

 

ملف الخبيرين 

وقال الادعاء العام في جراتس للمجلة النمساوية: إن ادعاءات الإخوان في ملف الخبيرين "غير صادقة بشكل صارخ".

 

ووفق قرار محكمة جراتس، فإن عالمة السياسة نينا شولتز والمؤرخ هايكو هاينش هما الخبراء في الإجراءات الجارية ضد الإخوان دون تغيير.

 

ورفضت المحكمة بذلك عددًا كبيرًا من الدعاوى تقدم بها محامو المشتبه بهم، اتهموا خلالها الخبيرين بالتحيز وعدم الكفاءة.

 

ونتيجة لذلك، يستمر هاينش وشوتس في دورهما في تقديم المشورة للادعاء العام في تحقيقاته، وكذلك للمحكمة في حالة أدت التحقيقات الجارية إلى لائحة اتهام ومحاكمة.

 

وكتب هاينش على حسابه بـ"تويتر": "لم تر المحكمة أي دليل على التحيز وعدم الكفاءة، لذلك رفضت الطلبات التي قدمها محامو المشتبه بهم".

 

وكانت مداهمات نوفمبر الماضي، استندت بوضوح إلى تقارير قدمها شوتس وهاينش إلى الادعاء العام في جراتس في إطار التحقيقات الأولية للملف، ومن ذلك الوقت وقع العالمان في بؤرة تركيز الإخوان، وكان إقصاؤهما هو المطلوب بأي طريقة.

 

 ضربة للإخوان في النمسا

ويعد قرار محكمة جراتس ثاني ضربة للإخوان في النمسا في أقل من شهر، إذ أكدت السلطات النمساوية لأول مرة، في الأسبوع الأول من سبتمبر، علاقة منظمة "رابطة الثقافة" التي تملك مقرات في فيينا وجراتس، بالإخوان الإرهابية.

 

وقالت دراسة أصدرها مركز توثيق الإسلام السياسي: إن "رابطة الثقافة، التي تنشط في فيينا وجراتس، تملك روابط أيديولوجية وهيكلية وشخصية مع جماعة الإخوان".

الجريدة الرسمية