ماذا تريد أمريكا منا؟!
أن يناقش مسئول أمريكى فى مصر أوضاع حقوق الإنسان فى البلاد ليس خبرا جديدا، إنه خبر قديم عمره سنوات طويلة.. قد يكون توقف ترديده كثيرا خلال رئاسة ترامب ولكنه كان دوما خبرا متكررا فى عهود رؤساء أمريكيين سبقوه وعاد يتردد فى عهد خلفه بايدن.. لكن الخبر الجديد أن يناقش مسئول أمريكى فى مصر مع قادتها شئون دول أخرى مثلما حدث فى زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى الذى أعلن قبل مغادرته القاهرة أنه ناقش فيها تطورات الأوضاع فى ليبيا وإستمرار المسار السياسى فيها الذى يتوج بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وناقش أيضا ما أسماه إستعادة المسار الدستورى فى تونس، وأيضًا إستمرار المسار السياسى فى السودان وإتمام المرحلة الإنتقالية بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة.. كما ناقش أيضا الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية.
وهذا له أكثر من معنى.. فهو يعنى أن الإدارة الأمريكية وصلت لقناعة تقضى أن مصر لها تأثيرها فى محيطها الإقليمى، وتحديدا فى هذه البلاد العربية ولذلك إهتمت بأن تشمل مناقشات ومباحثات مستشارها للأمن القومى أمور هذه البلاد.. وهى تعنى أيضا أن واشنطن تبغى من مصر مساعدتها على تحقيق ما تريده فى المنطقة وتحديدا فى هذه الدول العربية، وهى تتوقع أن تفعل مصر ذلك أو على الأقل تأمل فيه.
مصالح متبادلة
ولكن إذا كانت العلاقات الدولية تقوم دوما على قاعدة المصالح المتبادلة بين الدول، حتى وإن كانت بعض هذه الدول كبرى، فإن واشنطن تعلم بالتأكيد إنها كما تريد أمورا من مصر فإننا لدينا ما نريده منها أيضا، ويهمنا أن تساعد فى تحقيقه، وعلى رأس ما نريده من أمريكا هو أن تستخدم نفوذها الدولى لحل مشكة السد الإثيوبى والتوصل إلى إتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل هذا السد، وهذا يفوق كثيرا ما تحدث عنه مستشار الأمن القومى الأمريكى حول السد والإستجابة لبيان مجلس الأمن فى هذا الصدد..
فقد سبق أن رحبنا بهذا البيان والذى رفضه هم الإثيوبيون.. وهم يحتاجون لموقف أمريكى أكثر حزما لكى يقبلوا على أية مفاوضات مقبلة بخصوص السد بإرادة سياسية للتوصل إلى الإتفاق المنشود الذى يحمى مصالح مصر والسودان وإثيوبيا معا وليست المصالح الإثيوبية وحدها.