رئيسة للحكومة وغير سياسية
أكثر ما لفت إنتباه المراقبين في إختيار الرئيس التونسى للسيدة نجلاء بودن لتولى رئاسة الحكومة التونسية الجديدة إنها فضلا عن أن هذه هى أول إمرأة تتولى رئاسة الحكومة فى المنطقة العربية وليست تونس فقط، وإنها أيضا لا إنتماء سياسى لها.. وقد لاقى ذلك ترحيبا رغم أن تونس بلد تموج بالتيارات السياسية المختلفة والمتنافسة!
وعلل البعض هذا الترحيب برئيسة الحكومة التونسية الجديدة بأن عدم وجود انتماء سياسى لها سوف يتيح لها الحرية فى تشكيل فريق عملها الحكومى دون أن تتأثر بضغوط التيارات السياسية المختلفة، وهو ما سوف يوفر لها فرصة أفضل لمواجهة المشكلة الاقتصادية الضاغطة على التونسيين، وأيضًا مواجهة الفساد الذى اعتبره الرئيس التونسى قيس سعيد المهمة الأولى للحكومة التونسية الجديدة وهو يكلف السيدة نجلاء بتشكيل هذه الحكومة..
خاصة وأن الفساد فى تونس اختلط بالسياسة مؤخرا، بعد تورط مسئولين فى هذا الفساد، كما أشار الرئيس التونسى أكثر من مرة بعد أن اتخذ إجراءاته الاستثنائية التى جمدت نشاط البرلمان وحلت الحكومة السابقة وفتحت الباب لمحاسبة المتورطين فى الفساد.. ويضاف إلى ذلك أيضا أن المرأة فى تونس، كما تشير بعض الدراسات، هى الأقل فسادا من الرجال!
وهكذا اعتبر عدم الانتماء السياسى ميزة لمن يتولى رئاسة حكومة تونس، بينما كان ذلك يعتبر عيبا فى أماكن وبلاد أخرى، لأن المسئول الحكومى لا يعمل فى فراغ، وإنما عليه أن يتعامل مع رأى عام يقظ ولا يترك شاردة أو واردة من قبل الحكومة دون أن يتخذ منها موقفا، وبالتالى فإن المسئول الحكومى السياسى يعرف كيف يتعامل مع الرأي العام وكيف يخاطب ويقنع الناس ويكسب ثقتهم!
وبالتأكيد اعتبار عدم وجود انتماء سياسى للمسئول الحكومى ميزة هو أمر جديد.. وتجربة السيدة نجلاء سوف تكون اختبارا له وليس اختيارا لها شخصيا فقط.. وسوف نرى!