ومات عبد الناصر
ما إن بدأ البث المباشر من ضريح الرئيىس جمال عبد الناصر الذي قدمته الزميلة هبة سيد على صفحة الفيس بوك الخاصة بفيتو إلا وبدأ سجال جماهيري على الصفحة يعكس وضعا لايزال قائما بين العامة والخاصة.
وما بين من ترحم على الرجل وبين من أقحم نفسه في الدعاء عليه دون وجود وسيط أو منطقة وسطى في النقاش العام الذي يعبر عن حالة انقسام لاتزال نيرانها تأكل مساحة العقل التي يجب أن تسود مثل هذه النقاشات.
بعض الناس ترى في عبد الناصر زعيما خالدا وقائدا أسطوريا لم ينطق عن الهوى وأن كل ما فعله في تاريخه السياسي هو التعبير الأدق والمعنى الحقيقي للوطنية وهذا الفريق لا يرى في ناصر أنه إنسان أو بشر يصيب ويخطئ.. أما الفريق الثانى فكانت تعليقاتهم على البث المباشر عكس ذلك تماما، فحملته بـ"الخيبات" و"الهزائم" و"الانكسارات" كأن هو، وهو وحده السبب الرئيسي فيها.
إنجازات وانكسارات
وحالة السجال بين العامة هي ذاتها نفس الحالة التى نراها بوضوح بين النخبة.. بين فريق "الناصريين" و"فريق اللا ناصريين" أو الفريق المعادى لكل الحقبة التاريخية التي تصدر فيها ناصر المشهد السياسي.
وإذا كان المنطق يفرض على المتجادلين في مثل هذا الأمر عدم الحكم على الأحداث بمنطق الآنية دون النظر إلى المحيط الزمنى والظرف السياسي، ويفرض عليهم أيضا التعامل مع الشخصية القيادية باعتبارها بشرا يصيب ويخطئ إلا أن الحاصل هو عكس ذلك، والمحصلة أن الأجيال الجديدة تقع في نفس الفخ وهو فخ الاختزال المرعب.
وخلاصة القول إن عبد الناصر زعيم سياسي جاء في ظرف بالغ الأهمية حمل بين جوانحه أحلاما لوطنه العربى الكبير وسط عالم يموج بقادة عظام في مرحلة فاصلة على مستوى التاريخ الإنساني وكانت النتيجة هي إنجازات عظيمة ويوازيها انكسارات مخيبة وصمت تلك المرحلة من تاريخنا وتاريخ العالم في هذا الوقت.