اغتيال التليفزيون
فى دولة عربية، حوكم
مواطن أمام المحكمة العسكرية، وعوقب بالسجن لحيازته صحفا ومجلات مصرية.. نعم حدث ذلك
فى الحقبة الناصرية عندما انشغل الزعماء العرب بفكرة الهيمنة.. هيمنة حاكم ما على الشارع
العربي!
وفى حقب متتالية كان للإعلام المصرى دوره التنويرى ومسئولياته القومية فى محيطه العربى، وعلى أيدينا أنشئت دور الصحف والقنوات التليفزيونية.. ليس هذا تاريخا نحكيه أو نتباكى عليه، إنما حقائق صنعها القائم بالاتصال المصرى إذاعيا وصحفيا وتليفزيونيا.
أقول ذلك بمناسبة العبث الدائر حول القنوات الإقليمية فى مصر، فإذا كانت القنوات المحلية- الغارقة فى محيطها- واحدة من أدوات التنمية التى يقوم بها الإعلام، لماذا يخرج علينا من يقول بتقييد القنوات الإقليمية ومحاصرة دورها بدلا من السعى حثيثا لتطويرها وتنميتها وتغيير وظائفها.
حصار القنوات الإقليمية
حصار القنوات الإقليمية أرضيا، ومنعها فضائيا، من شأنه فصل عمليات البناء التى تجرى وقائعها على أرض مصر عن أبنائها العاملين بالخارج، وهم بالملايين، يتابعون ما يجرى من بناء على أراضى محافظاتهم من خلال تلك القنوات.
الاستغراق فى المحلية لا يعنى حصارها أرضيا، وتوهم أن أدوار هذا اللون من القنوات انتهت تفكير سطحى وساذج، ولا يخدم الأغراض التنموية فى بلادنا، فقد أنشئت هذه القنوات وأدت أدوارا مهمة، والآن وجب علينا استنهاض أدوارها وتغيير وظائفها، لا حصارها ووأدها.
ليست القنوات الإقليمية وحدها التى يجب علينا تطوير أدائها والنظر إليها باعتبارها كنوزًا تركت للإهمال والوهم، وأسندت إلى غير المختصين والقادرين على القيام بأمر تطويرها.
تطوير التليفزيون
التعامل مع الإعلام الرسمى المصرى باعتباره عالة تتحمل الدولة أعباء مالية بسببه جريمة لم ترتكب فى أعتى الدول الرأسمالية، ففى كل دولة متقدمة إعلام رسمى يقوم بدورلا يقل أهمية عن أدوار الجندى فوق دبابته وعلى مدفعه.
أما التعامل بالقطعة فى أمر تطوير التليفزيون المصرى، فإنما يعبر عن قصر النظر، وسطحية الفهم المقصود من الإعلام الرسمى الذى يقوم بما يمكن تسميته بالتوازن، وتحمل المسئولية الوطنية فى الإعلام والتثقيف، وتَجْبِيه المجتمع نحو قضاياه، وسط عالم يضج بالتدخلات الإعلامية الخطيرة بعد زوال الحدود المتعارف عليها قديما.
الإعلام الإقليمى فى تجربته الأولى استطاع أن يجذب حوله قطاعا كبيرا من الأبطال الحقيقيين الذين تجاهلهم الإعلام القومى الذى اضطلع بأدوار مختلفة، وقد رأى المواطن البسيط فى أصغر نجع نفسه بطلا لعمل إعلامي محترف وكامل على مدار عقود هى عمر تجربة القنوات الإقليمية.
تغير الظروف وظهور وسائط جديدة لا يعنى انتهاء عصر الوسائط القديمة، وإنما يعنى البحث جديا فيما كانت تقوم به من وظائف، وإمكانية تغييرها ومواكبة العصر الإلكترونى المدهش.
والمدهش أن إعلام الصورة لا يزال هو القادم عبر وسيط جديد، فهل يجوز أن تتعانق الوسائط لتحقيق الغاية الأسمى فى توصيل الرسالة الإعلامية وفق منهج جديد يعتمد على الاحترافية والخبرة والرؤية الشبابية بكل ما تحمل من انطلاق وقدرة على تحقيق الهدف؟
أتصور أن ذلك هو الطريق نحو إعلام جديد لديه القدرة الدفاعية عن الوطن فى محنته الإعلامية القائمة، والتى نواجهها بالقطعة، ووفق التفكير الآنى وليس الإستراتيجى، والإعلام الإقليمى شأنه شأن النماذج الأخرى من الإعلام الرسمى من صحف قومية تعتبر كنزا مجهولا ومجنيا عليه.. وقنوات فضائية وأسطول ضخم اخترنا تعطيله لصالح تجارب ثبت فشلها.
إعلام ينتصر للوطن
واقع الإعلام المصرى الآن مؤلم ومزعج، وتركه على ما هو عليه يعنى تجاهل قدرات مصرية وإهمال إمكانات كبيرة وخسائر فادحة ليتها كانت مادية، وإنما تتعدى ذلك إلى خطر المواجهة غير المتكافئة مع إعلام يستهدف الاستقرار المصرى.
يجب أن نثق فى إعلامنا ليس بالقول، وإنما بالفعل.. الفعل الإيجابى ودراسة الواقع بلا تزييف أو تزيين، وعقد مؤتمر يضم خبراء وفاعلين فى المجال وإقامة حوار بناء من شأنه البحث فى الوظائف الجديدة للإعلام ومزج الوسائط الحديثة بما لدينا من إمكانات نتصور أنها لا تزال هى الأعلى قيمة فى محيطنا.
أن ما حققه الإعلام المصرى حتى سنوات قريبة كان ولا يزال انتصارا لهذا الوطن ودفاعا عنه وإيمانا به، وما معركة هذا الإعلام ضد التيارات الظلامية إلا نموذج وطني شريف عندما كانت كتائب الإعلام فى مقدمة الصف دفاعا عن أمة خطط أعداؤها للنيل من هويتها ودورها.. لقد كان الإعلام وحده يخوض هذه الحرب، ثم انضم إليه من انضم بعدما وجه هذا الإعلام الشريف ضربات متلاحقة كانت السبب الأهم فيما وصلنا إليه من ثورة ضد الظلام.
وفى حقب متتالية كان للإعلام المصرى دوره التنويرى ومسئولياته القومية فى محيطه العربى، وعلى أيدينا أنشئت دور الصحف والقنوات التليفزيونية.. ليس هذا تاريخا نحكيه أو نتباكى عليه، إنما حقائق صنعها القائم بالاتصال المصرى إذاعيا وصحفيا وتليفزيونيا.
أقول ذلك بمناسبة العبث الدائر حول القنوات الإقليمية فى مصر، فإذا كانت القنوات المحلية- الغارقة فى محيطها- واحدة من أدوات التنمية التى يقوم بها الإعلام، لماذا يخرج علينا من يقول بتقييد القنوات الإقليمية ومحاصرة دورها بدلا من السعى حثيثا لتطويرها وتنميتها وتغيير وظائفها.
حصار القنوات الإقليمية
حصار القنوات الإقليمية أرضيا، ومنعها فضائيا، من شأنه فصل عمليات البناء التى تجرى وقائعها على أرض مصر عن أبنائها العاملين بالخارج، وهم بالملايين، يتابعون ما يجرى من بناء على أراضى محافظاتهم من خلال تلك القنوات.
الاستغراق فى المحلية لا يعنى حصارها أرضيا، وتوهم أن أدوار هذا اللون من القنوات انتهت تفكير سطحى وساذج، ولا يخدم الأغراض التنموية فى بلادنا، فقد أنشئت هذه القنوات وأدت أدوارا مهمة، والآن وجب علينا استنهاض أدوارها وتغيير وظائفها، لا حصارها ووأدها.
ليست القنوات الإقليمية وحدها التى يجب علينا تطوير أدائها والنظر إليها باعتبارها كنوزًا تركت للإهمال والوهم، وأسندت إلى غير المختصين والقادرين على القيام بأمر تطويرها.
تطوير التليفزيون
التعامل مع الإعلام الرسمى المصرى باعتباره عالة تتحمل الدولة أعباء مالية بسببه جريمة لم ترتكب فى أعتى الدول الرأسمالية، ففى كل دولة متقدمة إعلام رسمى يقوم بدورلا يقل أهمية عن أدوار الجندى فوق دبابته وعلى مدفعه.
أما التعامل بالقطعة فى أمر تطوير التليفزيون المصرى، فإنما يعبر عن قصر النظر، وسطحية الفهم المقصود من الإعلام الرسمى الذى يقوم بما يمكن تسميته بالتوازن، وتحمل المسئولية الوطنية فى الإعلام والتثقيف، وتَجْبِيه المجتمع نحو قضاياه، وسط عالم يضج بالتدخلات الإعلامية الخطيرة بعد زوال الحدود المتعارف عليها قديما.
الإعلام الإقليمى فى تجربته الأولى استطاع أن يجذب حوله قطاعا كبيرا من الأبطال الحقيقيين الذين تجاهلهم الإعلام القومى الذى اضطلع بأدوار مختلفة، وقد رأى المواطن البسيط فى أصغر نجع نفسه بطلا لعمل إعلامي محترف وكامل على مدار عقود هى عمر تجربة القنوات الإقليمية.
تغير الظروف وظهور وسائط جديدة لا يعنى انتهاء عصر الوسائط القديمة، وإنما يعنى البحث جديا فيما كانت تقوم به من وظائف، وإمكانية تغييرها ومواكبة العصر الإلكترونى المدهش.
والمدهش أن إعلام الصورة لا يزال هو القادم عبر وسيط جديد، فهل يجوز أن تتعانق الوسائط لتحقيق الغاية الأسمى فى توصيل الرسالة الإعلامية وفق منهج جديد يعتمد على الاحترافية والخبرة والرؤية الشبابية بكل ما تحمل من انطلاق وقدرة على تحقيق الهدف؟
أتصور أن ذلك هو الطريق نحو إعلام جديد لديه القدرة الدفاعية عن الوطن فى محنته الإعلامية القائمة، والتى نواجهها بالقطعة، ووفق التفكير الآنى وليس الإستراتيجى، والإعلام الإقليمى شأنه شأن النماذج الأخرى من الإعلام الرسمى من صحف قومية تعتبر كنزا مجهولا ومجنيا عليه.. وقنوات فضائية وأسطول ضخم اخترنا تعطيله لصالح تجارب ثبت فشلها.
إعلام ينتصر للوطن
واقع الإعلام المصرى الآن مؤلم ومزعج، وتركه على ما هو عليه يعنى تجاهل قدرات مصرية وإهمال إمكانات كبيرة وخسائر فادحة ليتها كانت مادية، وإنما تتعدى ذلك إلى خطر المواجهة غير المتكافئة مع إعلام يستهدف الاستقرار المصرى.
يجب أن نثق فى إعلامنا ليس بالقول، وإنما بالفعل.. الفعل الإيجابى ودراسة الواقع بلا تزييف أو تزيين، وعقد مؤتمر يضم خبراء وفاعلين فى المجال وإقامة حوار بناء من شأنه البحث فى الوظائف الجديدة للإعلام ومزج الوسائط الحديثة بما لدينا من إمكانات نتصور أنها لا تزال هى الأعلى قيمة فى محيطنا.
أن ما حققه الإعلام المصرى حتى سنوات قريبة كان ولا يزال انتصارا لهذا الوطن ودفاعا عنه وإيمانا به، وما معركة هذا الإعلام ضد التيارات الظلامية إلا نموذج وطني شريف عندما كانت كتائب الإعلام فى مقدمة الصف دفاعا عن أمة خطط أعداؤها للنيل من هويتها ودورها.. لقد كان الإعلام وحده يخوض هذه الحرب، ثم انضم إليه من انضم بعدما وجه هذا الإعلام الشريف ضربات متلاحقة كانت السبب الأهم فيما وصلنا إليه من ثورة ضد الظلام.