ما المقصود بالآية الكريمة "إن الله يحب المتقين"؟
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران (بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ) ولأن الله يحب المتقين فمن هم هؤلاء المتقون الذين يقصدهم الله عز وجل في الاية الكريمة ؟
يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: في الحديث القدسى (ان الله تبارك وتعالى اذا أحب عبدا نادى جبريل:ان الله قد أحب فلانا فأحبه ثم ينادى جبريل في السماء:ان الله قد احب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ) ومن هؤلاء الذين يحبهم الله المتقون فقال في كتابه (بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين).
وقد يفهم البعض ان المقصود في القول بأن من أوفى بعهده الايمانى واتقى الله في ان يجعل كل حركاته مطابقة لإفعل، ولا تفعل، فإن الله يحبه،هذا هو المعنى الذى يفهم للوهلة الأولى، لكن الله لم يقل ذلك، ان الحب لا يرجع الى الذات بل الى العمل.
ان الانسان قد يخطئ ويقول لقد احبنى الله وسأفعل من بعد ذلك ما يحلو لى، ولكن المقصود ان الله يحب العمل الصالح الذى يؤديه العبد بنية خالصة لله وليس للذات اى قيمة.
محبوبية الله
ان الذى أوفى بعهده واتقى سيحب الله فيه التقوى، وغياك ان تفهم أن الحب من الله للعبد سيصبح حبا ذاتيا، لكنه حب لوجود الوصف فيه فاحرص على ان يكون الوصف لك دائما لتظل في محبوبية الله.
والمتقون هم الذين يجعلون بينهم وبين أي شيء يغضب الله وقاية وان تعجب بعض الناس من قول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة " واتقوا الله " وقوله أيضا " فاتقوا النار ".
صفات الله
وهنا نقول ان: ان معنى اتقوا الله أي اجعلوا بينكم وبين صفات الجبروت لله وقاية، اتقوا صفات الجبروت في الله حتى لا يصيبكم عذابه، فلله تعالى صفات جلال منها: المنتقم، القهار، الجبار،
كما لله صفات جمال مثل: الرحيم، الوهاب، الرزاق، الفتاح.
اذن اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال في الله وقاية لكم، وحماية من أن تتعرضوا لغضب الله تعالى، والانسان يتقى صفات الجلال في الله بأن يتبع منهجه ويطيعه في كل ما أمر به لينال من فيض صفات الجمال.
وقول الحق سبحانه وتعالى " فاتقوا النار " أى اجعلوا بينكم وبين النار وقاية حتى لا تمسكم النار.
والمتقى هو الطائع لله فيما أمر وفيما نهى، ويجعل بينه وبين صفات الجلال من الله وقاية له.
