رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد ثريا حلمي.. انتهى فن المونولوج بسبب سكارى الملاهى الليلية

المونولوجست ثريا
المونولوجست ثريا حلمى

ويكمن سر نجاح المونولوجست ثريا حلمي في فن المونولوج أنه كان يحمل دائما قضية اجتماعية، وأشهرها  : إدي العيش لخبازه، عيب اعمل معروف عيب مانتاش مكسوف، أحب البلدى واموت في البلدى، عايز أروح، فتح يا ابني فتح، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، كنت فين يا علي، النص نص، القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها.

 

في حوار أجراه على سالم بمجلة نص الدنيا عام 1992 مع ملكة المونولوج بل واسطورة المونولوج ثريا حلمى ـ ولدت في مثل هذا اليوم عام 1923 حول فن المونولوج فقالت: 


يخلط الناس هذه الأيام بين القاء النكات وتقديم المونولوج وبين تقليد النجوم، فالتقليد هو قيام شخص بتقديم شخصية أخرى بطريقة كاريكاتيرية معتمدا على المبالغة ومن نجوم التقليد كان  لبلبة والراحل سيد الملاح.أما فن القاء النكات فقد ابتدعه الراحل إسماعيل يس حيث كان يقدم فاصلا من النكات بجانب المونولوج، أما فن المونولوج فهو عمل فنى متكامل يطرح قضية ومعها الحل، واعترف انه لا يوجد حاليا شخص يقدم الممونولوج بمواصفاته المطلوبة بل يقدم حاليا بهدف الاضحاك.

وحول العناصر الأساسية للمونولوج قالت ثريا حلمى: هي طريقة الأداء والالقاء ثم الكلمة وطريقة اللحن، وتتوقف طريقة الأداء على المؤدى وحده فمثلا انا الان لا استطيع أداء المونولوج لكبر سنى اتوقف كل دقيقتي علشان نفسى قصير لذلك يمكن ان تكون هناك وقفات في الكلام.

زملاء تعلمت منهم 

شاهدت وتعلمت من  مع عمالقة المونولوج الذين قدموا المونولوج الرومانتيكى ومنهم سيد سليمان، إسماعيل يس، محمود شكوكو، حسين ونعمان المليجى وفتحية محمود وفتحية شريف، ومن افضل من عملت معهم دويتو غنائى للمونولوج إسماعيل يس كنت معه اشعر انى اتعامل مع اخت، اما شكوكو فكان يمتاز بشهامة ابن البلد والجدعنة وكنت اشعر بالأمان معه.
أما كتاب المونولوج الذين كتبوا مونولوجات كثيرة لى وأولهم حسن الامام ثم اتجه الى الإخراج السينمائى، فتحى قورة، أبو السعود الابيارى ومحمود فهمى إبراهيم.

نهاية فن 

وفى النهاية أكدت ثريا حلمى في حوارها ان فن المونولوج قتل في مصر وذلك بسبب اختفاء أماكن عرضه وتقديمه فقديما كانت توجد المسارح التي أصبحت الان ملاهى ليلية التي يذهب اليها البعض من اجل العشاء واحتساء المسكرات والحديث مع الرفقاء فيما يفيد ومالا يفيد ولا يسمع كلمة واحدة من المونولوج مع عدم وجود المونولوجست خفيف الدم بالمفهوم الصحيح واصبح هناك خلط بين الغناء والقاء المونولوجات.

اعتزال قبل الرحيل 

وقد اعتزلت ثريا حلمى غناء المونولوج بعد ان استطاعت خلال مشوارها الفني أن تقدم قرابة 300 منولوج بأسلوبها الخاص وبأداء راقص ولغة جسد استطاعت توظيفها  لتوصيل الفكرة حتى أصبحت تشبه الأوبريت أو العرض المسرحي، ورحلت عام 1994.
 

الجريدة الرسمية