حميدتي: الترويج بوقوف العسكريين وراء الانقلاب محاولة لاستعطاف الشعب
أكد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن الترويج بأن العسكريين في السودان يريدون الانقلاب هو نفاق، موضحًا أن المحاولة الانقلابية يوم الثلاثاء الماضي كانت مكتملة الأركان.
وأضاف حميدتي في كلمة له، أن الترويج بوقوف العسكريين وراء الانقلاب محاولة لاستعطاف الشعب، متعهدًا بإيصال الشعب السوداني للديمقراطية.
ودعا السودانيين إلى حراسة الدولة، مؤكدًا أنه لا يمكن التهديد بالشارع والمجتمع الدولي، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يكون داعما للشعب السوداني.
يذكر أن دعا تجمع المهنيين في السودان، لتشكيل مجلس تشريعي ثوري حقيقي، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية، وبداية حملة من أجل الحكم المدني.
كما دعا تجمع المهنيين في السودان لتفويت الفرصة على الانقلابيين وفلول النظام السابق، ودعم الوحدة لدعم التحول الديمقراطي.
يذكر أن كشف خبراء الاقتصاد عن تكبد حركة حماس خسائر مالية هائلة جراء عملية المصادرة الأخيرة التي أطلقتها الحكومة السودانية في أعقاب عملية الانقلاب الفاشلة في السودان.
حماس وانقلاب السودان!
وسيطرت السلطات السودانية على عدة كيانات مربحة، قالت إنها كانت توفر الدعم طيلة سنوات لحركة "حماس"، الأمر الذي يعكس كيف شكل السودان ملاذا ودعما للتنظيم الفلسطيني أثناء حكم الرئيس السابق عمر البشير.
نظام البشير
شمل ذلك 12 شركة، قال المسؤولون في السودان إنها على صلة بحركة "حماس" الفلسطينية، ويعتقد أن السيطرة على هذه الكيانات ساهمت في توفيق أوضاع البلاد مع الغرب بعد الإطاحة بنظام البشير عام 2019، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
نجح السودان، أخيرًا، في إزالة اسمه من قائمة الولايات المتحدة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وأنهى تقريبا اتفاقيات من شأنها إسقاط ديون تتجاوز 50 مليار دولار.
إلى جانب فقدان الدعم المادي، يرى الخبراء أن خسارة "حماس" للسودان، يعني أيضا ضياع موقع محتملا لتمركز أعضائها وأنصارها، علاوة على تنفيذ عمليات جمع المال وتهريب السلاح الإيراني.
ماذا وجد السودان؟
وفقا لمجموعة العمل التي شُكلت لتفكيك نظام البشير، فإن الثروات التي تمت السيطرة عليها تشمل عقارات ومجموعة من الأسهم في البورصة وفندقا فاخرا في العاصمة السودانية، إلى جانب شركة صرافة ومحطة تلفزيونية وأكثر من مليون فدان من الأراضي الزراعية.
يقول وجدي صالح، أحد الأعضاء البارزين في مجموعة العمل التي أُطلق عليها لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة، إن السودان أصبح مركزا لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، مضيفا أن النظام تحول إلى "غطاء كبير ومظلة كبيرة داخليًّا وخارجيًّا".
على جانب آخر، قال مصدر في جهاز مخابرات غربي إن الأساليب المستخدمة في السودان شائعة في أوساط الجريمة المنظمة، حيث كان يرأس مساهمون مفوضون الشركات ومن ثم تُحصل الإيجارات نقدا ويجري تحويل المال عبر مكاتب الصرافة.
كان البشير يؤيد "حماس" صراحة وعرف بعلاقات ودية مع قادتها، يقول أحد أعضاء اللجنة مشترطا إخفاء هويته: "حصلوا على معاملة تفضيلية في المناقصات والإعفاء من الضرائب وسُمح لهم بتحويل الأموال إلى حماس وغزة بلا قيود".
وفقا لما ذكره دبلوماسي أمريكي سابق تخصص في شؤون السودان في إدارة ترامب، فإن إغلاق شبكة "حماس" كان محور المفاوضات مع الخرطوم لإزالة اسمها من قائمة الإرهاب (إلى جانب ملف التطبيع مع إسرائيل).
وهذا ما أكده المصدر الاستخباري الغربي لـ"رويترز" إلى جانب مصدر آخر سوداني، حيث قالا إن الولايات المتحدة سلمت السودان قائمة بالشركات التي يتعين إغلاقها.
ماذا خسرت حماس؟
وفقا لأحد المسؤولين في لجنة تفكيك نظام 30 يونيو، إن استثمارات حركة حماس الفلسطينية في السودان، انطلقت عبر مشروعات صغيرة مثل مطاعم الوجبات السريعة، لكنها وصلت لاحقًا إلى أعمال عملاقة مثل العقارات وقطاع الإنشاء.
وهناك أمثلة أوضحها تقرير "رويترز" للأعمال الكبرى التابعة للحركة؛ مثل، شركة "حسان والعابد" التي بدأت نشاطها في تجارة الأسمنت وتوسعت بعد ذلك إلى مشروعات كبرى في التطوير العقاري.
الشركات المضبوطة كانت ضمن شبكة من عشر شركات كبرى أخرى تتداخل ملكية الأسهم فيها، والأهم فيما كشفته التحقيقات، أنها كانت ترتبط بعبد الباسط حمزة حليف البشير، وهي متهمة بتحويل مبالغ كبيرة من خلال حسابات مصرفية في الخارج، وفقا للجنة التفكيك.