انهيار السد الإثيوبي!
هذا العنوان يلخص بوضوح النتيجة التى انتهت إليها دراسة أكاديمية مصرية حول السد الإثيوبي.. واستندت هذه الدراسة التى شارك فيها وزير الري المصرى فيما انتهت إليه إلى متابعة صور للأقمار الصناعية للسد الإثيوبي قبل وبعد الملء الأول، ثم بعد الملء الثانى، وهى الصور التى كشفت حدوث هبوط أرضى فى المنطقة المقام عليها السد، وهو الهبوط الذى يعتقد من شاركوا فى هذه الدراسة أنه أجبر الحكومة الإثيوبية على وقف الملء الثانى عند ربع المستهدف له خشية ازدياد هذا الهبوط الأرضى بما يهدد جسم السد الإثيوبي ذاته مستقبلا، خاصة وأن السد مقام كما تقول الدراسة أيضا على منطقة نشطة للزلازل.
وهنا ينبغى أن يلقى أمان هذا السد الإثيوبي إهتماما خاصا منا لأن إنهياره يهددنا بالطبع، وقبلنا يهدد السودان أكثر.. نعم إثيوبيا لم تلتزم بتقديم الدراسات الفنية الخاصة بالسد لنا، ولم تتعاون مع المكتب الإستشاري الذى إتفقنا عليه ليتولى إعداد دراسات فنية عن هذا السد، ومن بينها الدراسات الخاصة بأمانه.. لكننا بالتأكيد قادرون بإمكانياتنا الفنية المتخصصة أن نجمع ما نبتغيه من بيانات حول هذا السد للوقوف على مدى أمانه من خلال دراسات واسعة وشاملة ولا تكتفى فقط بمتابعة صور الأقمار الصناعية..
ولا يجب أن نتأخر فى القيام بذلك إنما يتعين أن نشرع فيه فورا ونشرك عدد أكبر من خبراءنا والمتخصصين لدينا فى المجالات المختلفة.. وإذا تم استئناف التفاوض مع إثيوبيا يتعين أن يكون ذلك الأمر على جدول أعمال المتفاوضين حتى نطمأن على أنفسنا من أضرار السد الإثيوبي التى لا تقتصر كما إتضح على التحكم الإثيوبي فى مياه النيل الأزرق وحجب مياهه عنا، وإنما تهددنا بأخطار أخرى باتت محتملة وليست مستبعدة.