مؤامرة إخوان ليبيا!
أزمة ليبيا تشتد ولا تنفرج كما كان مأمولا بعد تشكيل مجلس رئاسى جديد وحكومة أيضا جديدة.. والسبب هم الإخوان الذين فرضوا إرادتهم على الحكومة الليبية، من خلال تحالف رئيسها مع محافظ البنك المركزى الليبى ورئيس مؤسسة النفط وكليهما قريب من الإخوان.. لذلك لم يهتم رئيس تلك الحكومة أن تكون كما كان مأمولا حكومة وحدة وطنية واكتفى باسترضاء الإخوان وحلفائهم، فلم يمارس مهام عمله من سرت كما كان متفقا عليه وإنما من طرابلس التى تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، التى دفع رواتب أعضائها من موازنة الدولة بينما حجب أموالها عن الجيش الوطنى فى شرق ليبيا..
كما منح الدبيبة اتفاقات سخية لتركيا تفوق ما سبق أن منحها السراج قبله، ولم يكترث فى مطالبتها بسحب قواتها العسكرية والميليشيات التى جلبتها من سوريا إلى الأراضى الليبية لدعم الإخوان وحلفائهم فيها، بل عندما جاهرت وزيرة الخارجية بذلك بشكل واضح نبهها أن تكف عن ذلك، منحازا بذلك للإخوان الذين انتفضوا ضدها مطالبين بإقالتها.
وكل ذلك تمخض عن رفض مجلس النواب الليبى اعتماد موازنة الحكومة، ثم أخيرا إلى سحب الثقة من الحكومة مؤخرا مع تكليفها بتسيير الأمور حتى إجراء الانتخابات المقرر لها نهاية هذا العام.. غير أن إجراء هذه الانتخابات فى موعدها تحيطه الآن الكثير من الشكوك، خاصة بعد أن جاهر الإخوان برغبتهم فى تأجيلها كما أعلن رئيس مجلس الدولة في طرابلس ذلك.
إن المتبقى الآن على الموعد المقرر للانتخابات الليبية لا يزيد عن ثلاثة أشهر فقط بينما لم يتم الإتفاق على حل الميليشيات العسكرية وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية بعد، وسوف تستضيف ليبيا بعد أيام مؤتمرا دوليا لتحقيق ذلك، وما لم تكن هناك إرادة دولية حقيقية وفاعلة فى هذا الصدد سوف تزداد الأزمة الليبية حدة بدلا من احتوائها.. وبالنسبة لنا فى مصر هذا يعنى استمرار التحدى الليبى الذى يواجه الأمن القومى المصرى.