رئيس التحرير
عصام كامل

عذاب المصريين مع الإدارات الفاشلة للعمل الجماهيرى

شقى أنت إذا ساقت الأقدار أو الحاجة للحصول على خدمة أو إنهاء أية أوراق لدى إحدى الإدارات أو الجهات المعنية بتسيير دولاب العمل الحكومى فى بلادنا.. تنتظرك رحلة شاقة من العذاب والمعاناة، ستقضى الرحلة كعب داير تدور بين مكاتب لا يفهم من يجلس عليها مهام عمله أو يفهمه واعتاد أن يهين طالب الخدمة  لمجرد أنه لا يشعر بالرضا أو القناعة بما يتحصل عليه من أجر أو مرتب من جهة عمله.

 

 

 إدارات العمل الجماهيرى فى بلادنا باتت تعرف لدى عملائها من عموم الشعب هى إدارات التعذيب بل والتحقير لعملائها ممن تسوقهم الأقدار أو الحاجة للحصول على خدمة أو استخراج مستند أو شهادة يحتاجها لسيير مقتنيات حياته اليومية.. يحدث هذا مع كل  إدارات العمل الجماهيرى.. صحة أو تعليم أو تموين أو بريد أو أحوال مدنية أو كهربا أو غاز أو مياه أو إسكان، والنموزج الصارخ تراه فى الإدارات التعليمية المنتشرة فى أكثر أربعة ألاف مركز وحى على مستوى الجمهورية.. فى كل موسم صيفى وقبل بداية العام الدراسي الجديد يحتاج أبناءنا من طلبة المدارس عامة وخاصة وأولياء أمورهم للمرور بهذه الرحلة المهينة بدهاليز إداراتنا التعليمية البالية لا لشيئ إلا إنهم مطالبين بالحصول على شهاداتهم أو مستخرجاتهم التعليمية للتحويل بين المدارس وفق مقتضياتهم المعيشية أو لإستكمال مراحلهم التعليمية..

فن الإدارة

 

والسبب أن هناك مديرا فاشلا لايعلم من فنون الإدارة إلا عنوان مدون على يافطة مكتبه، ودليل فشله يطالع وجهه الكريم كل يوم بتكدس صارخ لعملائه من طالبى الخدمات التى تقدمها إدارته يستنجدون به عله ينقذهم من تعنت موظفيه ورحلة العذاب فى الحصول على الخدمة المطلوبة مدفوعة الثمن مقدما، وهو لا يملك لهم مخرجا ولا يفكر فى إنهاء هذا المشهد الكريه والمتكرر كل يوم وكل موسم لإنه ببساطة يجهل فنون الإدارة العلمية الحديثة ولم يدربه أحد على مهاراتها يوما.. 

 

سيقول قائل  لايتوقف الموظف فى بلادنا لوظيفة قيادية إلا بعد الحصول على دورات تدريبية قيادية، نعم هناك دورات تدريبية لهؤلاء المديرين تنظمها مصالحهم لهم للدخول فى سباق الحصول على الكرسى الوثير ولكن واقع الحال والجميع يعلم إنها مجرد دورات تستيفية لتمرير الوقع الأليم لمقتضيات الترقى للمناصب الإدارية   يدخلها الحالمون بالمنصب مكدرين ويخرجون منها كما دخلوا لا يعلمون شيئ عن علم الإدارة والمصيبة فى الأعمال الجماهيرية وعذاب الناس كل يوم وموسم باتت عرض مستمر.

التعليم وخدماته الجماهيرية

 

يا عالم ياهووووه فن وعلم  الإدارة شيئ والمهنة شيئ آخر، لا المهنة وسنوات الخدمة تشفع للحصول على مهارات وفن الإدارة ولا فرضية أهل الثقة تنفع لإنه علم له أصوله وأولها القدرة على تنظيم الأعمال وإدارتها فى أقل وقت وجهد وتكلفة والحصول على رضاء العملاء وليست مستخدميه أو الفرح بالجلوس على الكرسى الوثير والمكتب الفاره المزين ببوكيهات الورد وجرس الإنذار واللمبة الحمراء والسكرتيرة الأنيقة تجلس على بابه والجالس على الكرسى خالى الوفاض من أى مهارة او حكمة للادارة، وكل ما يملكه ابتسامات باهته وسلامات بارده يوزعها كل يوم على ضيوفه من المحظيين ببركاته، وعملائه خلف الباب يصرخون كل يوم  من المعاناة والعذاب من التعامل مع نظامه وموظفيه وهو لا يحرك ساكنا.

 

ألا يدرى وزير التعليم ما يجري فى دواوين إداراته والمستوى المتدنى لما تقدمه من خدمات إحتكارية لا تقدمها جهات أخرى يذهب إليها الجمهور لتلبية إحتياجه للشهادات والمواثيق التعليمية.. ألا يدرى الوزير كم التهكم والسخرية بين الناس اليوم من فشل كل خططه وبرامجه الخاصة بالتطوير والمناهج او حتى التابلت وآخرها فشل حتى منظومته الإلكترونية للتظلمات من نتائجه الفجائية للثانوية العامة وأيضا فى التحويلات الموسمية بين المدارس العمومية والخاصة والتجريبية والعودة إلى الأساليب اليدوية مرغما خشية القضايا المرفوعة من أولياء الأمور للحصول على حقوق أبنائهم ومعرفة النتيجة الحقيقية لسنتهم الدراسية الشاقة وما تحملوه من أموال ومتاعب مضنية فى سنة الجائحة مع إغلاق سناتر الدروس الخصوصية وقبلها المدارس العمومية، وماذا بعد تهديد الجهات المانحة الدولية بإنهاء تمويلها لمشاريعك التطويرية الفاشلة والتى لم يصمد أى منها أمام فشل إداراتك التعليمية  سواء فى ديوانك العتيق أو حتى فى إداراتك الجماهيرية المنتشرة فى ربوع المحروسة، ألا يحتاج الأمر لوقفة عاجلة ومراجعة واجبة لملف التعليم وخدماته الجماهيرية، أم سيظل عذاب المواطنين معكم عرض مستمر كل موسم !؟ لله الأمر 

الجريدة الرسمية