الخرباوي: نحتاج ثورة في المفاهيم والسلوك لتحقيق المقاصد العليا للإسلام
قال الدكتور ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر، إن هناك حاجة إلى عمل ثورة في المفاهيم والسلوكيات وتطهير الدين من الخرافات والأساطير التي دخلت عليه، حتى يفهم المسلم أن الدين يحتاج إلى إيمان ثم إلى سلوك مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الرجال (قل آمنت بالله ثم استقم).
وأضاف الخرباوي: نعم نحتاج الاستقامة، ولو استقمنا لاستقامت حياتنا، نحتاج إلى التأكيد على المقاصد العليا للإسلام، تلك المقاصد التي لم ينظر إليها أحد، ولم يسع لتأصيلها علميا إلا قليل، وهي تدور حول الحرية، والعدالة، وتعمير الأرض، وحفظ الكرامة لكل إنسان.
وتابع: نحتاج بعد ذلك إلى أن نضع فاصلا بين الإسلام والمسلم، فالمسلم له وعليه، وسلوكه وفكره يحسب له وعليه، وظلمه وعدله يحسب له أو عليه، وعلمه وجهله يحسب له أو عليه، وسيفه ورحمته يحسب له أو عليه، والعالم من المسلمين مهما كان قدره ما هو إلا رجل علم أشياء وجهل أشياء، ولا ينبغي أن ننسب ما علمه إلى الإسلام فلربما يتضح لنا ذات يوم أن علمه هذا لم يكن إلا وهما أو ظنا، لذلك فإن العالم مهما علا فإنما علمه لنفسه وجهله عليها.
وأوضح الخرباوي أنه لا ينبغي أن يختلط الإسلام في أذهاننا بالمسلم، فثمة مسافة بينهما، ولكن العقول التي شكـَّلت لنا خطابا دينيا في القرن العشرين خلطت بينهما، وكان من ناتج هذا الخطاب أن تم نحت مصطلحات كثيرة خلطت بين النصوص وأفهامنا لهذه النصوص، وكان من هذه المصطلحات، الإسلام السياسي، والإقتصاد الإسلامي، والحركة الإسلامية، والمشروع الإسلامي، والعالم الإسلامي.
واستكمل: هذه التقسيمات ليست من الإسلام في شيء، إذ لا يوجد عندنا إلا الإسلام وحسب، أما نحن بأفكارنا وتصوراتنا فمسلمين، هو سماكم المسلمين من قبل، لا ينبغي أن ننسب أفكارنا إلى الدين ونسميها أفكار إسلامية، ذلك أنها أفكار وأفهام المسلمين.
ولفت الخرباوي إلى أن كلمة إسلامي ومشتقاتها من الكلمات الدخيلة علينا، ومن تلبيس إبليس الذي أراد أن يحوِّل ديننا السهل البسيط الذي يتجه فيه العبد إلى ربه مباشرة دون وسيط، إلى دين كهنوتي معقد فيه طبقة تسمى طبقة الإسلاميين لا تستطيع أن تتناول الدين إلا من خلالها، ثم يحذرونك من التعرض لهذه الطبقة لأنها تمثل الإسلام، فإذا انتقدت الإسلاميين فكأنما تكون قد انتقدت الإسلام نفسه، على حد قوله.