لماذا فشلت خطة الإسلام السياسي في استغلال الدين للأبد؟
تتساقط كل فروع الإسلام السياسي، لم يتبق من أذرعه في السلطة بالمنطقة أحد، الكل رفضه إما بالثورة أو الانتخابات كما حدث مؤخرا في المغرب، وهو البلد الذي قال كلمته وأقصى التيار الديني وفي القلب منهم الإخوان، ولم يترك لهم أثرا لدرجة أن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة نفسه فقد كرسيه، ما يطرح السؤال لما فشلت خطة الإسلاميين في استغلال الدين للأبد؟
أذرع الإخوان
يرى الدكتور إبراهيم المطلق، أستاذ الدراسات الإسلامية، إن الإسلام السياسي وجماعة الإخوان الإرهابية، ضد التمسك بقيم الإسلام، لافتا إلى أن أنهم يقدمون السياسة على الشريعة عكس ادعاءاتهم التي يسوقونها لأتباعهم ويغسلون أدمغتهم بها.
أوضح المطلق أن كل أذرع الإخوان في المنطقة يعملون بهذه الطريقة، بجانب الرموز التاريخية للجماعة على شاكلة القرضاوي وطارق السويدان، واختتم: يعطون السياسة كل شيء ثم ينكرون ذلك على غيرهم، ولا يتبعون الشريعة في شيء.
مفهوم فضفاض
الدكتور محمد الحاج، الكاتب والباحث يرى أن مفهوم الإسلام السياسي فضفاض للغاية، وقد يتَسع للشيء ونقيضِه في الوقت نفسه، وتساءل: ما الذي يجمع بين الجماعة الإسلامية في باكستان، وحزب الله اللبناني، وحزب التحرير، وحركة الإخوان الإرهابية، وجبهة النصرة في سوريا، وحزب النهضة التونسي، وما شابه ذلك من حركاتٍ تُوصَف عادةً بأنها إسلامية.
تابع: لا يجمع بينهم شيء، وإن كان هدفهم جميعا واحد، وهو إقامة دولة خاصة بهم، سواء من خلال العمل السياسي أو الدعوي أو العسكري، أو باعتماد استراتيجيات عملٍ مختلفة تتراوح بين الأسلمة من تحت والأسلمة من فوق.
استطرد: قد يرى البعض في التراجع الميداني للتنظيمات الإسلامية، سواء على المستوى السياسي بعد سقوط نظام الإخوان في مصر والسودان، أو تراجع حركة النهضة التونسية عن مطلب الشريعة، أو العسكري عبر الهزائم المتعاقبة في العراق وسوريا وليبيا، أنه تجاوز لمرحلة الإسلام السياسي، وولادة ما بعد الإسلاموية وهذا ليس حقيقيا.
ولفت الباحث إلى أهمية تفكيك التنظيمات القائمة، حتى نصل إلى المرحلة اللاحقة، في ظل تنوّع الجماعات وبالتبعية تنوع مطالبها، على حد قوله.
يذكر أن الإسلام السياسي مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي يستخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره نظاما سياسيا للحكم، وينسب أصحاب هذا المشروع أفكاره وأهداف السياسية إلى الشريعة الإسلامية، وهذا ليس صحيحا، بل إن مشروعهم يعتبر إطار يجمع مجموعة من التيارات الأصولية التي تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به وبناء دولة دينية استبدادية.
وتلقىّ فكرة دمج الدين بالسياسة عدم قبول من التيارات المدنية التي تريد بناء دولة المواطنة، بينما تجعل من الشرائع شأنا خاصا بكل فرد في المجتمع ولا تتدخل فيه الدولة.