ربيع مصر الخريفي !
إنه الخريف أجمل فصول السنة في مصر.. لو أنصف الشاعر لقال: "وآدي الخريف عاد من تاني" فربيعهم ممطر عاصف برياح خماسينية، والرمد الذي يحرق العيون عكس الخريف.. الفصل العذب الراقي الذي لا تلفحك فيه شمس اغسطس ورطوبة يوليو ولا يعطس في وجهك، ولا يتنهد وهو يقطف الورد من المرج.و طقس فصل الخريف ثلاث فترات، تبدأ الأولى منها من 7 سبتمبر إلى 6 أكتوبر، وفيها يكون الطقس حارًا نسبيا نهارا معتدل ليلا، وتبدأ الفترة الثانية يوم 7 أكتوبر وتنتهى في 6 نوفمبر، ويكون فيها الطقس معتدلا ومائلا للحرارة في أوله، وتكون أجواؤه ليلا لطيفة وممتعة جدا، وقد تتخللها أمطار الخير التي تبعث في النفس الراحة والسعادة، فيما تتسم الفترة الثالثة والأخيرة من الخريف بأنها أجمل وأفضل أوقات وأجواء فصل الخريف، لتميزها باللطف والإعتدال ..
وعلى عكس السائد، يعد فصل الخريف الأفضل في مصر متفوقا على الربيع الذي يشهد ظهور رياح الخماسين المحملة بالرمال والأتربة التي تعكر صفو الجو، كما أن درجات الحرارة في الخريف تكون معتدلة بشكل كبير جدا وتكون الأجواء ممتعة جدا، لذلك يسجل أفضل درجات حرارة على مدار العام على عكس فصل الصيف وفصل الشتاء وفصل الربيع، كما أن الأخير يعتبر فصل إنتقالي بين الصيف والشتاء، وتسجل خلاله أعلى درجات حرارة على مدار العام على القاهرة لذلك إعتدال درجات الحرارة يكون خلال فصل الخريف. وهو موسم التهدئة كما يطلقون عليه، حيث يعد وسيلة الانتقال من الصيف إلى الشتاء، كما يطلقون عليه "موسم التساقط"..
لمسات الخريف
وللخريف لمسات جمالية، حيث تتساقط أوراق الأشجار الصفراء والحمراء، بعد أن كانت يانعة خضراء، وهو فصل متميز بروعة ألوانه ومنظر الأشجار بأغصانها العارية من الأوراق والسماء المدهشة، وجمال الخريف بنسمات هوائه العليلة، ورياحه التي تهب مع لسعات البرودة الجميلة والحرارة المنخفضة.ويرتبط الخريف ارتباطا وثيقا بنهاية عطلة الصيف وبداية العام الدراسي، والمزعج أنه يرتبط بانتشار وزيادة معاناة مرضى الحساسية الموسمية، ويعد الأطفال من أكثر المتضررين منها، حيث تلعب الوراثة دورًا مهمًا في الإصابة بها.
ويسهل تشخيص الحساسية في أيام تقلبات الطقس حيث تكون الأعراض واضحة وتصيب كثيرًا من الأشخاص في مثل هذا الوقت من كل عام، ومن أبرز أمراض الحساسية التي تنتشر في مثل هذه الظروف الجوية، حساسية الأذن، وحدوث رشح شديد من الأنف وحدوث حساسية الأنف الموسمية التي تسببها حبوب اللقاح المعلقة في الجو حتى نهاية شهر سبتمبر، وظهور هالات داكنة أسفل العين، وتورم الجفنين السفليين، وحدوث حساسية البلعوم، واحتقان شديد في الأغشية المخاطية المبطنة للبلعوم..
الربيع الحقيقي
وفصل الخريف من الفصول القصيرة نسبيا، وهو يمثل مرحلة انتقالية لمجيئه بعد فصل الصيف وقبل فصل الشتاء، ويكون الطقس بأوله دافئا ومشمسا ويشبه مناخ فصل الصيف، في نهايته مائلا إلى البرودة مع إحتمال سقوط زخات من المطر، وحدوث عواصف رعدية ينتج عنها سيول وفيضانات، وهذا ما يجعل الخريف مميزًا بعدم الإستقرار، والتقلبات الجوية والمفاجئة بين إرتفاع الحرارة نهارًا والبرودة ليلا.
وبحسب القراءات الفلكية التي حددها علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن طول فصل الخريف لهذا العام سيكون ٩٠ يوما وبعد هذا التاريخ يأخذ الليل من ساعات النهار حتى يصبح الأطول، ويبدأ الجزء الشمالي للأرض في التعرض لبرودة الطقس بشكل تدريجي، ويحدث التصادم بين الكتل والجبهات الهوائية الباردة الآتية من خطوط العرض العليا مع الهواء الساخن المتواجد في طبقات الجو العالية للمنطقة العربية، مسببا حالة من عدم الاستقرار الجوي، مع احتمال بداية هطول الأمطار في بعض دول المنطقة.
ولكنه الخريف، ربيع مصر الحقيقي مهما كانت دلالات معاني الخريف التي نرددها.