الشام الجديد مشروع سد الفراغ بالمنطقة
بدأ انهيار المنطقة بالتزامن مع انهيار العراق منذ اللحظة التي تم استدراجه لحرب طويلة مع إيران وفي الكويت ثم الغزو الأمريكي وبدت المنطقة تتفكك كقطع الدومينو دولة بعد الأخري حيث كان العراق هو الحارس الشرقي القوى للمنطقة وبانهيار بغداد وسقوطها بدت مشاريع دول الجوار العربي تتنافس فيما بينها لملء الفراغ الذي تركه بينما غاب العرب والعروبة عن المشهد واكتفوا بمراقبة ودفع ثمن كثير من الحماقات والشعارات وكان المؤتمر الأخير بمثابة تضميد إقليمي لجروح العراق النازفة.
بمساعدة مصرية تعيد الآن صياغة الوضع للمنطقة في إطار دورها الريادي لحماية الأمن القومي العربي وقد حان الوقت للعراق لاسترداد دوره التاريخى الرائد فى العالمين الاسلامى والعربي. إن دعم العراق هو دعما مباشرا لعالمينا العربي والإسلامي، وعاملا مهما للقضاء على التهديد الايراني بدلا من إحتماء البعض خلف أعداء الأمة اللدودين وربما كان مشروع الشام الجديد هو المشروع العربي الواقعي كمشروع عربي يواجة مشروعات الجيران غير العرب.
العراق ومصر والأردن
ويعتمد هذا المشروع على أعمدة ثلاثة، هي الكتلة النفطية في العراق، والكتلة البشرية في مصر، والأردن كحلقة وصل بينهما، ووفق المشروع، سيتم مد خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق، وصولا إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم مصر لتصدير النفط العراقي عبر البحر الأبيض المتوسط، إلى أوروبا.. من المهم في هذا الصدد الإشارة إلى ان هذا الأنبوب لم يكن وليد اليوم، بل هو مشروع قديم، تم طرحه في ثمانينيات القرن المنصرم، أثناء الحرب العراقية الإيرانية، لكنه لم يأخذ طريقه للتنفيذ..
لأن العراق اشترط حينها أن تتعهد حكومات الولايات المتحدة؛ بحماية الخط من التعرض الإسرائيلي له مستقبلا، وتتكفل شركة بكتل، التي تنفذ المشروع؛ بدفع التعويضات في حالة تعرضه إلى أضرار، يلحقه به عمل عدواني إسرائيلي. الشركة والحكومة الأمريكية رفضتا إعطاء هذا التعهد القانوني والملزم؛ ما دعا العراق إلى إسدال الستار عليه. من المرجح أن يكون الشام الجديد نواة لتكتل أوسع، قد يضم قريبا دول عربية أخرى، بهدف ترجيح دول الاعتدال بالمنطقة، في ظل تصاعد وتيرة العنف والتطرف جراء دعم دول إقليمية للحركات الراديكالية والتيارات المتطرفة .
ومن الوارد أن نرى من العام القادم "شرقا جديدا، وحينها سيكون العامل الأول في ذلك التطور المرتقب هو الاقتصاد، فهناك مشروعات ضخمة مطروحة بين دول الخليج والشام الجديد لم تظهر للعلن بعد". خريطة جديدة ولايمكن إختزاله في أنبوب نفط فقط، أو مشروع اقتصادي مهما بلغ حجمه. لان مشروع الشام الجديد يحمل في داخله خريطة جيوسياسية جديدة لمنقطة الشام ككل، بعد أن وسّع مشروع الشام الجديد رقعة مساحة الشام الجغرافية كي تشمل دولة بحجم مصر. والمشروع يربط مصر بدول الشام جغرافيا قبل أن يكون ربطا اقتصاديا عبر شبه جزيرة سيناء، التي تشهد حاليًا تنمية شاملة، وهو ما يعكس تأثير ذلك المشروع على خرائط القوى والنفوذ بمنطقة الشرق الأوسط.
سوق عربية
وفي كل الأحوال فهو نموذج عربي لنواة سوق عربية حقيقية لان كل الاطراف ستسفيد لأن نقل النفط العراقي إلى مصر يصب في مصلحة الدولتين.. حيث أن خط الغاز العربي يربط مصر بالعراق بالفعل، وهو موجود منذ سنوات؛ كما أنه يمكن أن تقوم العراق بتكرير نفطها في معامل التكرير المصرية بما يحقق قيمة مضافة إلي مصر، ويؤمن جزء من صادرات النفط العراقي بعيدًا عن المضايقات الإيرانية بمضيق هرمز.
مرور النفط العراقي والخليجي مستقبلا عن طريق مصر سيعزز من اقتصاد تلك الدول ويساعد على تحقيق شراكات استراتيجية وإضعاف للنفوذ الإيرانى، في الوقت الذي يضمن فيه المشروع لمصر الحصول على أسعار زهيدة من النفط العراقى.