كوارث التدخل الأجنبي
معظم الكوارث التى تعانى منها دول العالم سببها التدخل الأجنبي.. هذا التدخل الأجنبي سواء بشكله العسكرى أو السياسي أورث منطقتنا العديد من الكوارث، وأغرقها بالعنف والإرهاب.. لقد ولدت التنظيمات الإرهابية فى منطقتنا فى ظل التدخل الأجنبي، ونمت وترعرت هذه التنظيمات بدعم أجنبي ورعايته.. لقد خرب هذا التدخل الأجنبي العديد من دول منطقتنا وقوض كياناتها ومزّق أوصالها وجعلها مستباحة لكل أصحاب المطامع فى ثرواتها ومواردها، وآثار الفتن السياسية والإجتماعية فيها وفرض عليها حروبا أهلية وصراعات طائفية حينما أضعف جيوشها ودعم الميليشيات العسكرية فيها التى تشكلت من المرتزقة، بل وجلب لها ميليشيات أخرى أجنبية، وليبيا أمامنا الآن شاهد على ذلك.
وهذا التدخل الأجنبي يتم أحيانا بطلب بعض حكومات الدول كما حدث حينما تدخل عسكريا الإتحاد السوفيتى السابق فى أفغانستان، أو كما حدث حينما تدخلت تركيا عسكريا فى ليبيا أو يتم رغما عن حكومات الدول، كما فعلت أمريكا فى أفغانستان والعراق وقبلها فيتنام، وكما فعل الناتو فى ليبيا.
بل إن هذا التدخل الأجنبى قد يحدث أيضا بطلب من بعض القوى المعارضة لمساعدتها على تغيير النظم السياسية فى بلادها وحتى تتمكن من الوصول إلى الحكم، وهذا ما حدث عندما قام الأمريكان ومع أوروبيين بتمكين الإخوان من الحكم فى بعض دول منطقتنا ومن بينها مصر.
والمثير أن من يعلنون أنهم مسئولون عن إقرار الأمن والسلم فى العالم هم أكثر من يستبيحون التدخل فى شئون غيرهم ولا أحد يحاسبهم على ما جلبوه من كوارث لشعوب عديدة بسبب تدخلهم فيها.