مصطفى الفقي: مصر تستطيع أن تلعب دورا سياسيا كبيرا في المنطقة
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن التعامل مع شخص والاشتباك معه في حوار ليس دليلا على حب أو كراهية، في إشارة منه إلى اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في شرم الشيخ.
وأضاف، أن مصر هي الدولة العربية الأكبر وكانت الشريكة الرئيسية في الحرب والساعية للسلام وهي من وقعت أول إتفاقية سلام مع إسرائيل عقب حرب أكتوبر في فترة كانت تتطلب تحريك الأوضاع في المنطقة لاسترداد باقي الأرض.
وأكد الفقي على رفضه التعامل العنيف الذي تم بحق الأسرى الفلسطينيين الفارين من المعتقل الإسرائيلي، قائلا:" أن هذا الأمر مرفوض تماما".
وقال إنه لا يجب التعامل مع إسرائيل بمنطق الصنم الذي لا يقترب منه ولكن علينا إدارة الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا تمسك مصر بالثوابت في الصراع العربي الإسرائيلي.
وأكد أن الدور المصري لا يموت وتستطيع أن تلعب دورا سياسية أكبر حجما من وضعها الإقتصادي الصعب ولكنها في نفس الوقت لا تفقد قدرتها في حل مشكلات المنطقة وتكون لاعبا رئيسيا فيه.
وأوضح أن القضية الفلسطينية ليست قضية عربية فقط ولكنها قضية مصرية أيضا.
مدير مكتبة الإسكندرية يوضح رؤيته فى لقاء الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي
وشدد على أهمية وجود علاقات مع تركيا فالاشتباك ليس معناه حب وكراهية ولكن يجب أن تحكمنا لغة المصلحة.
ورأى الفقي أن الأغلبية الأمريكية كانت مع قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان على الرغم من الطريقة السيئة التي تمت بها عملية الانسحاب.
استضافت مكتبة الإسكندرية الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، لإلقاء محاضرة تحت عنوان "زيارة المؤسس والتأسيس.. منطلق العلاقات السعودية المصرية"، بحضور الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية.
وأكد الدكتور مصطفى الفقي؛ إن المملكة لها مكانة خاصة في مصر وتتهافت قلوب المصريين إليها، والمكتبة تعتز بزيارة الوفد لها، متمنيًا أن تكون المكتبة على تواصل دائم مع مؤسسة " دارة الملك عبد العزيز".
وقال الدكتور فهد بن عبد الله السماري، إن زيارة الملك عبد العزيز آل سعود إلى مصر قبل 75 عامًا، لم تكن مجرد زيارة دبلوماسية بين زعماء الدول، ولكنها حدث تأسيسي للعلاقات بين البلدين، استمرت لمدة 15 يومًا في سابقة تاريخية لم تتكرر فيما بعد أن تمتد زيارة ملك دولة كل هذه المدة.
وأكد "السماري" أن العلاقات بين البلدين بدأت منذ قدم التاريخ فأصبح يجمع بين الشعبين ود عميق تاريخي وإجتماعي وثقافي، مهما تغير الحاكم والظروف تستمر العلاقات، مضيفًا أنه على الدول العربية تنحية الخلافات جانبًا والتعاون معًا، كما حدث بين إنجلترا وألمانيا الذي تحول صراع الدم بينهما إلى تعاون مثمر.
وأشار "السماري" إلى الحفاوة الكبيرة التي استقبلت بها مصر الملك المؤسس، حيث أرسل الملك فاروق يخت خاص إلى مدينة جدة للإحتفاء بالملك السعودي وصولًا إلى مدينة السويس، وكان في رفقته كبار الأدباء والمثقفين المصريين في ذلك الوقت، لعلمهم أن الملك عبد العزيز ذو شخصية فريدة نجحت في جمع الشتات وتوحيد المملكة.
وأوضح "السماري" إن طول فترة جولة الملك عبد العزيز سمحت له بمشاهدة جميع جوانب الحياة المصرية ألتقى خلالها الأدباء والفنانين، وهو ما جعل لها عظيم الأثر فيما بعدت وانعكست على عدد من المشروعات التي شهدتها المملكة، حيث تم إنشاء خط سكة حديدية بين مدينتي الرياض والدمام بعدما أعجب الملك بالسكة الحديدية في مصر.
وشدد "السماري" إلى أهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه مكتبة الإسكندرية بأن تكون جسرًا للربط بين العالم العربي، بما تمتلكه من إمكانيات يجعلها منصة قوية للإنطلاق في هذه العلاقات.
ولفت "السماري" إن القيادة الحالية في مصر والسعودية تعد قمة المرحلة الذهبية للبلدين، من حيث المشروعات التنموية غير المسبوقة، ولكن تلك المرحلة تتطلب من الشعبين الصبر وأن يكونا عونًا للدولة.