تتوالى اعترافاتهم بها.. أسباب الخسائر الفادحة للإسلاميين بالمنطقة
لم يعد يفيد الإنكار في شيء، وربما هذا سر توالى اعترافات الإسلاميين والشخصيات التي طالما وقفت طويلا في معسكر الإخوان طوال السنوات الماضية، تدافع عن الباطل ولاتريد رؤية الحق، ولكنها الآن أصبحت ترى خسائر الإسلاميين واضحة للعيان، ويطالبون بالتجديد وبحث أسباب الخسائر.
ليس شيئا عابرا
كان وصفي أبو زيد، أستاذ الشريعة الإسلامية، عضو ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه يوسف القرضاوي تيارات الإسلام السياسي بسبب الخسائر المتلاحقة للتيار في كل البلدان العربية، وآخرهم حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب والذي مني بهزيمة منكرة لدرجة أن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة خسر مقعده البرلماني ولم يحصل الحزب إلا على 12 مقعدا بعد سيطرة على السلطة دامت حوالي 10 أعوام.
قال أبو زيد: الخسائر التي تلاحق "الإسلاميين" بلدا تلو الآخر ليست شيئا عابرا، ولا يجوز أن تُعلَّق على كيد الأعداء أو شانئي الإسلاميين والمضادين للثورات، فهذا هروب من تحمل المسئولية.
وأضاف: يشير هذا التراكم من الخسائر والفشل إلى خلل فكري شرعي ومنهجي يجب تصحيحه وتقويمه، وإلا فإن الأمة على وعد مع "تجديد الدين" بعد مائة عام، وهذا يوجب على أهل الرأي وقادة الفكر والعاملين للإسلام التفكيرَ الجَدِّي في هذا التجديد، الصادر من أهله وفي محله وبضوابطه الشرعية، على حد قوله.
مساوئ الإخوان
يقول رجب البنا، الكاتب والباحث، إن الإسلاميون يتصورون أن البلدان لهم وليست للشعوب فى عمومها، ويوضح أنهم يعتبرون أنفسهم الطبقة الحاكمة التي يجب أن تميز بالمناصب والعطايا والغنائم والامتيازات، وبقية أبناء الشعب هم مواطنون من الدرجة الثانية.
أما غير المسلمين فهم من الدرجة الثالثة وربما أقل، مرجعا ذلك إلى نظرة التفوق والاستعلاء التي كشفت حقيقتهم وأثارت الخوف الشعبي من استمرار حكمهم، أضاف: في مصر حكم الإخوان عاما كاملا كان للإخوان رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء وكل الوزراء، والمحافظين، ورؤساء المدن، والأحياء، ورؤساء الشركات، ومجلسي النواب والشورى في مصر.
استكمل: كما كان لهم كل ذلك في تونس، والسودان، وغزة، وفي تركيا، مضيفا: في تونس تدهورت أحوال البلاد، ازدادت البطالة، تراجعت التنمية، تم اعتقال المعارضين لحزب «النهضة» الحاكم بأشد مما كان يفعله الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على، فانتكست الثورة وابتعدت عن المسار الديمقراطي وعن تحقيق العدالة والمساواة.
تجربة تونس
وأضاف:اضطر الرئيس التونسي لتجميد البرلمان وإيقاف مسيرة الجماعة بعد أن صار راشد الغنوشي وحزبه السلطة ويعلنون أن إرادتهما هي إرادة الشعب، بعد أن دخلوا الانتخابات بشعارات مدنية ثم انقلبوا عليها بعد وصولهم إلى السلطة، كما فعل الإخوان فى كل بلد حكموها».
واستطرد: في السودان كانت تجربة البشير مريرة في ظل حكمه – وهو فرع من التنظيم الدولي للإخوان – وكان قائما على التعصب ضد غير المسلمين، وتسبب في خراب اقتصادي واجتماعي لم يسبق له مثيل، ودفع البلاد إلى الفتنة والانقسام، وفشل في إصلاح الخلل الذي تحقق على يديه هو وحزبه وأدى إلى انفصال جنوب السودان، واشتعال دارفور.
تجربة البشير في السودان
كما تسبب في معاناة الشعب السوداني من الفقر الذي ازداد في عهده ومن الانغلاق الفكري، والحرمان من الحريات، واضطهاد المرأة، ومن الطبيعي أن يؤدي الانغلاق والكبت إلى الانفجار فجاءت الثورة على حكم الإخوان في السودان، كما جاءت في مصر، وهي الآن مشتعلة في تونس.
واختتم: في كل تجربة لهم بالسلطة انقلبوا على شعار «الديمقراطية» الذي رفعوه قبل الانتخابات، وأدى حكمهم إلى القمع، والفشل، وسوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية، فكانت النتيجة لفظهم ورفض استمرارهم والخروج عليهم.